Hot eventsأخبارثقافة و فن
طقوس دفن المعنى في زمن الأصنام

طقوس دفن المعنى في زمن الأصنام
وقف الجمع يلهث وهو يُرَتِّل:
“هنا يرقد الأمل،
تواريه اللامبالاة،
وطقوس إبادة الحداثة،
وطمس آثار الوجدان…
يطوف الخوف كناقوس إنذار لا يهدأ؛
أصبحت الورود متاريس تُحاصر بها الكلمات،
والحروف أشواكًا تُخرس بها الشفاه
المرتجفة،
والأفكار حدودًا تُفَرِّق بين قلب وقلب، تجعل من النقد جريمة،
ومن الرأي رِدَّة،
ومن الدلالات طعناً في أعماق المرجعيات،
والنغمات سكاكينَ في خاصرة المعنى،
والنظرات خناجرَ مشتعلة،
والذكريات حصارًا للانعتاق…
اختطفوا الرموز،
أجهضوا الانتظارات…
دفنوا الأحلام في دهاليز من صمت رهيب،
ثم وقفوا يجعلون من مُنتحِلي الريادة أصنامًا مقدسة لا تمس،
من مختلسي المواقع أوثانًا لا تسأل، ومن محتَكري الحقيقة نُصُبًا يعبدونها،…
فصاروا لها أتباعًا خاضعين لا يعارضون…”
عبداللطيف زكي
الرباط، في 26 ماي 2025



