أخبارالرئيسيةثقافة و فن

خبراء يناقشون بتازة “الدولة في مواجهة الأزمات..حالة المنطقة العربية”

ينظم مختبر الأبحاث القانونية والسياسية والاقتصادية بالكلية متعددة التخصصات بتازة،  وجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس بشراكة مع مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية؛ والجمعية المغربية للعلوم السياسية؛ والمرصد المغربي حول التطرف والعنف؛ ومركز معارف المستقبل للبحوث والدراسات؛ الندوة الدولية الأولى حول “الدولة في مواجهة الأزمات: حالة المنطقة العربية”، يومي 18 و19 ماي 2023 بالكلية متعددة التخصصات بتازة.

وتؤطر هذه الندوة ورقة علمية تؤكد أن مفهوم الدولة يكتسي أهمية مركزية في علم السياسة المعاصر، ورغم اهتمام جل النخب العربية لعقود مضت، بمفهوم الأمة بديلا عن مفهوم الدولة، إلا أن المفهوم الأخير استطاع أن يفرض نفسه في مختلف تخصصات العلوم الاجتماعية، وضمن برامج البحث في المؤسسات الجامعية والأكاديمية العربية.

وترى ذات الورق العلمية، إن نظريات الدولة، وتحولاتها، وأزماتها، كان مدار تفكير الباحثين من أجل فهم تعددية النماذج الفكرية والسياسية التي تؤطر واقعها ومستقبلها، في ضوء نظام دولي متغير، وتحديات سياسية، واقتصادية، واجتماعية، وصحية، ومناخية، صارت تهدد وظائف الدولة، وبنيتها، وقدراتها على تنظيم الحياة العامة، وإيجاد الحلول الناجعة لمعضلات التنمية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وكذا مواجهة تداعيات الأزمات والمخاطر المتفاقمة، من قبيل الحروب الأهلية أو الدولية، وكوفيد 19، والتغير المناخي…الخ.

ولقد أبانت الأزمات التي واجهت المنطقة العربية خلال العقدين الأخيرين )احتلال العراق ،تداعيات “الربيع العربي”، أزمة النفط في 2014…(، عن خطورة استحواذ السلطة على الدولة ،سواء في الأنظمة الملكية أو الجمهورية، كما أبانت عن محدودية الاختيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والتي لم تمنع في النهاية وقوع انفجارات اجتماعية منذ 2011، كما شكلت فرصة للقوى الخارجية من أجل مزيد من التدخل في شؤون المنطقة، وسمحت، في الوقت ذاته، ببروز  التوجهات الشعبوية ،التي توفر بيئة ملائمة تستغلها الأنظمة القائمة لأجل مزيد من الانغلاق والتسلط السياسي.

وفي نفس السياق، عمّقت أزمات جديدة في السنوات الأخيرة) كوفيد 19، الحرب الروسية الأوكرانية، التغير المناخي..( من تداعيات “الربيع العربي”، اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، وأظهرت الحاجة إلى الدولة الاجتماعية لمواجهة تداعيات تلك الأزمات على الجماعات والأفراد، وبالأساس تأمين الموارد الإستراتيجية مثل الماء والغذاء والطاقة. إن تحليل استجابات الدول اتجاه التداعيات المذكورة يمكن أن يشكل فرصة لاختبار فرضيتين على الأقل: الأولى، تزعم أن طرق استجابة سياسات الدول للأزمات تظل متشابهة؛ دون أي تأثير معتبر للتصنيفات التقليدية حول طبيعة أنظمة الحكم سلطوية أو ديمقراطية. لكن فرضية ثانية، تركز على ردود الفعل المجتمعية )المجتمع المدني، الصحافة، الأفراد…،( اتجاه سياسات الأنظمة؛ والتي كانت مختلفة في السياقات الديمقراطية عنها في السياقات السلطوية، وتؤكد على رفض اتساع سلطات الأنظمة خارج الأطر الدستورية والمؤسساتية الراسخة.

ويلاحظ أن تلك الأزمات تتسبب في إحداث تغييرات جديدة على مستوى العلاقات الدولية؛ بحيث تتحول إلى محرك لنمط جديد من الصراعات الدولية. فخلال فترة جائحة كوفيد 19، ربطت النقاشات بين تفشي الوباء وبين تطوير قدرات الدول على مواجهة الحروب البيولوجية في المستقبل، ناهيك عن حاجة الدول إلى جيل جديد من السياسات الاجتماعية والصحية. في حين أثارت الحرب الروسية الأوكرانية نقاشا أعمق حول عودة الحروب التقليدية بين الدول، وظهور نمط الحروب الهجينة، كما أثارت النقاش حول الاقتصاد السياسي للأزمات الجديدة، وخصوصا انعكاساتها الجيوستراتيجية على ميزان القوى العالمي، في ظل الحديث المتواتر عن الصعود الصيني والروسي، وقدرتهما على إدخال تعديلات على النظام الدولي الموروث عن الحرب العالمية الثانية .

مهما يكن، فإن الأزمات المذكورة حاملة لعدة أسئلة مقلقة معرفيا؛ تتعلق في العمق بقدرة الدولة الحديثة في المنطقة العربية على تدبير الأزمات التقليدية منها والجديدة، وتحسين سياساتها لمقاومة تداعيات وانعكاسات تلك الأزمات على المؤسسات والجماعات والأفراد ،كما تتعلق أيضا بقدرة هذه الدول على الإفلات من قبضة الصراع الدولي، خصوصا في ظل تنامي الصراع بين القوى الغربية)أمريكا وأوربا( والقوى الصاعدة)الصين، روسيا( وهو الصراع الذي ينطوي على فرضيتين: إما أنه قد يحد ويكبل قدرات دول المنطقة أكثر، أو قد يسمح لها بحد أدنى من المناورة ،من أجل القيام بأدوارها المؤجلة في التنمية والديمقراطية والتحديث المجتمعي.

وستناقش هذه الندوة محاور مهمة بمشاركة ثلة من الخبراء والباحثين وهي:

أولا: الدولة وتدبير الأزمات.

ثانيا: الديمقراطية، حقوق الإنسان، والتنمية في سياق الأزمات.

ثالثا: الأزمات وتحولات النظام الدولي.

    رابعا: الاقتصاد السياسي للأزمات، وسؤال العدالة الاجتماعية.

خامسا: الدين، الثقافة، وتدبير الأزمات.

يسهر على تنسيق الندوة كل من محمد الشريف بنخيي، وإسماعيل حمودي.

وتتكون اللجنة العلمية من : عبد الله ساعف، سعيد الصديقي، جواد بوعرفة، عبد الحميد بنخطاب، مصطفى الرزرازي، محمد الأمين ،محمد بنهلال، عبد القادر لشقر، عبد الجبار عراش، نور الدين جلال، عبد المجيد بوكير، محمد الهاشمي ،عباس بوغالم ،محمد الشريف بنخيي، سلمان بونعمان، خالد يايموت.

واللجنة التنظيمية من: حسن بوكى، جواد بوعرفة، محمد الأمين ،نور الدين جلال، محمد بنهلال، محمد الشريف بنخيي، إلهام بخوشي، إسماعيل حمودي، وديع الهامل، خالد يايموت، سلمان بونعمان، مصعب التجاني، صلاح الدين كرزابي، ابتهال زكرياء، أم هاني عاشور ،معاذ صويلح، منصف بروال ،هشام اليوسفي، عبد القادر بنشريفة، محمد عباس.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button