أخبارالرئيسيةحوار

محمد بلمو..مهرجان الحمير الاول في العالم العربي وافريقيا بيد صناع القرار

الحدث الافريقي وبتنسيق مع بسمة نسائية- حاورته/ عزيزة حلاق

رغم شهرته كإعلامي وشاعر وواحد من المهتمين بالفعل الثقافي المغربي، إلا أن اسم محمد بلمو، اقترن أكثر بمهرجان قريته ومسقط رأسه “قرية بني عمار زرهون”، المهرجان الأول من نوعه الذي يحتفي بالحمار، هذا الكائن الذي كان سبب شهرة المهرجان ولعنته أيضا..فبعد أن حصل سنة 2014 على جائزة دولية للخيول بسويسرا، وجرى تسجيله سنة 2018 ضمن قائمة التراث اللامادي الوطني، ها هو محمد بلمو يقف اليوم أمام الباب المسدود…يترقب مصير مهرجانه، ويدعو الجميع لإنصاف المهرجان كتراث وطني لا مادي يستحق الحياة.

رئيس المهرجان/ محمد بلمو

بلمو: قيمة الدعم تخضع لأمزجة المسؤولين، حسب طبيعة نظرتهم إلى العالم القروي والكائن الذي نحتفي به ( الحمار)..

  • أول سؤال يتبادر إلى الذهن، هو لماذا غاب مهرجان بني عمار طيلة السنوات الماضية؟

– هذا السؤال يختزل 23 سنة من عمر مهرجان بني عمار زرهون، الذي أطلقنا دورته الأولى سنة 2001، وكان من المفروض أن ننظم هذا الصيف الدورة 23، وليس الدورة 13، لكن على القارئ والمتابع أن لا يتسرع في الاستنتاج، قبل أن يعرف تفاصيل الحكاية التي سأحاول اختصارها ما أمكن.

لقد خرج المهرجان إلى الوجود في قصبة بني عمار زرهون التي لا تتوفر على أي بنيات استقبال، فلا دار ثقافة ولا دار شباب ولا قاعة عرض ولا ملعب ولا فندق ولا دار ضيافة ولا مطاعم، والطرق إليها كانت في حالة رديئة ومعالمها الأثرية المرينية تتحول مع الوقت إلى أنقاض، وذاكرتها التاريخية تنمحي مع كل جد يموت ونزيف الهجرة يفرغها من ساكنتها ويضعف موقعها..

كنا أمام تحدي كبير وميزانية لا تتعدى 20 ألف درهم، فالقصبة التي بنيت في العصر المريني بأبوابها الثلاث وسورها وبيوتها وأزقتها ومعالمها من مساجد وزوايا ومركز التجاري يتوسطها، كانت قبل الاستقلال مركزا اقتصاديا وإداريا، تحولت بعد الاستقلال إلى مجرد “مدشر” في الخريطة الإدارية بعد تحويل موقع “نزالة بني عمار” على الطريق بين سيدي قاسم وفاس إلى مركز للجماعة، بعدما كان عبارة عن حقول وبساتين في ملك سكان القصبة ينتجون فيها مختلف الثمار والمزروعات، الأمر الذي ضاعف من عزلة القصبة التي كانت تتوفر على كل عناصر التمدن سواء في معمارها أو نمط عيش سكانها، أو حركتها الجمعوية والثقافية والفنية، حيث يعود العمل الجمعوي بها إلى خمسينيات القرن الماضي، بوجود نادي ثقافي ورياضي وحركة كشفية وفرقة مسرحية كانت تلعب فيها نساء ادوار نسائية، في الوقت الذي كانت آنذاك الفرق المسرحية بالمدن الكبرى تضطر إلى لعب الأدوار النسائية من خلال ممثلين ذكور، فضلا عن المدرسة التي بناها السكان في بداية الخمسينيات، وتخرج منها من أبناء القصبة والقرى المجاورة عشرات الأطر في مختلف التخصصات، انتشروا في مختلف مدن المغرب والعشرات منهم هاجروا إلى الخارج بسبب تردي أوضاع القصبة بعد ذلك التاريخ اقتصاديا واجتماعيا على إيقاع العزلة والتهميش.

  • كيف تصرفتم في ظل هذه الصعوبات والإكراهات غير المشجعة على ما يبدو؟

– لم نجد آنذاك، وعبر سبع دورات احتضنتها في القصبة غير فضاء المدرسة وساحات القصبة وبعض المقاهي لتنظيم فعاليات المهرجان، والدور التقليدية على الطراز المريني لتوفير الإقامة والتغذية بشكل ذاتي، وباحتضان وتطوع نساء ورجال وشباب القصبة لإنجاح المهرجان وإشعاعه دورة بعد دورة، بفضل تضحيات المنظمين والساكنة وبفصل دعم وزارة الثقافة على عهد الشاعر محمد الأشعري ووالي جهة مكناس تافيلات (آنذاك) السيد مولاي المهدي العلوي مشكورين. في الوقت الذي كان الوضع الاقتصادي والاجتماعي يتدهور باستمرار بسبب نزيف الهجرة والجفاف وتفكك الأراضي الزراعية وغابة الزيتون وبساتين التين والخروب واللوز بسبب اقتسام الإرث. وهذا ما كان يصعب مأموريتنا سنة بعد أخرى.

  • هل كان الإشعاع الدولي كافيا لتجاوز هذه الصعوبات؟

كنا نعي جيدا أن الإشعاع الدولي للمهرجان ليس كافيا لتجاوز الصعوبات التي تزداد دورة بعد أخرى، خصوصا أن تنظيم المهرجان جاء نتيجة تراكم سنوات طويلة من العمل الجمعوي، وان الهدف من تنظيمه هو المساهمة في وقف التدهور الاقتصادي والاجتماعي، سواء من خلال تنشيط الحركة الاقتصادية عبر المهرجان والتعريف بالمنتجات المحلية في الفلاحة الطبيعية والصناعة التقليدية والتراث اللامادي للقصبة، أو من خلال التحسيس عبر المهرجان بالخصاص والحاجيات الضرورية للقصبة والترافع بشأنها مع المسؤولين.

صحيح أن ذلك الترافع وإشعاع المهرجان قد خفف من واقع العزلة، واستطعنا من خلال عدد من مبادراتنا الجمعوية وبفضل غيرة العديد من اطر القصبة، إن نتوفر حاليا على طرق جيدة، كما تحقق مشروع الملعب الذي تقدمنا به في الدورات الأولى للمهرجان، وهو الذي احتطن سهرات الدورة الماضية التي نظمناها سنة 2019. لكن معاناتنا لم تتوقف مع هزالة الدعم، بحيث إن المجالس المنتخبة المحلية والإقليمية والجهوية تواصل حرمان مهرجاننا من حقه المشروع في الدعم كما لو كنا ننظمه في كوكب آخر.

  • الكل يتذكر كيف خلق هذا المهرجان الحدث، حين احتفى بالحمار، وسجل نسبة عالية من المتابعة الإعلامية وطنيا ودوليا وعرف حضور أسماء وازنة من مثقفين وفنانين من داخل وخارج المغرب…ماذا جرى ليختفي المهرجان من برمجة المهرجانات التي تنظم برعاية وزارة الثقافة؟

– نعم هذا صحيح، أتذكر أن إحدى الصحف الدولية عنونت متابعتها للمهرجان على امتداد نصف صفحة هكذا “أشهر وأفقر مهرجان في المغرب”، لكن فقره على مستوى التمويل كان دائما يحد من التأثير الايجابي لشهرته ويعرقل استمراريته وتطوره ودوره التنموي. ففي الوقت الذي كنا نعتقد أن ذلك النجاح والإشعاع الدولي سيساعد على الرفع من إمكانيات التنظيم والاستمرارية والتطوير، حصل العكس، بحيث أن الكثيرين من أعداء النجاح على المستوى المحلي والجهوي والوطني، استكثروا علينا ذلك، ورفعوا معاولهم لمحاربة مهرجاننا وتحقيره استنادا إلى المواقف الجاهزة التي تحتقر الحمار وتجعله مجرد سبة وشتيمة.

  • كيف واجهتم هذه الحملة؟

– لقد نظمنا سبع دورات في قصبة بني عمار، وفي الدورة الثامنة اضطررنا إلى تنظيم جزء من فعالياتها بمركز النزالة في السفح، لعدم توفر دور لاستضافة المشاركين في القصبة، بعد هجرة السيدة الطيبة الحاجة رقية التي كانت تستضيف ضيوف المهرجان في دار القايد حدو التاريخية، بينما اضطررنا الى نقل سبعين في المائة من فعاليات الدورات 10 ، و11، و12، إلى مدينة مولاي إدريس لتوفرها على دار الثقافة وفندق ودور ضيافة، لكننا توقفنا سنة 2013، عند هذه الدورة لأننا واجهنا مشاكل وعراقيل كثيرة لا يسمح الحيز بذكرها، ولأن الأهداف التنموية للمهرجان لم تتحقق. وحتى دعم الوزارة الذي كنا ننتظر في كل مرة الرفع من قيمته، كان يخضع لأمزجة المسؤولين، حسب طبيعة نظرتهم إلى العالم القروي والكائن الذي نحتفي به.

  • هل أصابتكم وأصابت المهرجان “لعنة ” الحمار؟

– ( يبتسم بحسرة ومرارة) يمكن أن نقول ذلك، فاللعنة التي تلاحق هذا الكائن المسكين تلاحق مهرجاننا أيضا، لذلك كنا نضطر إلى تأجيل المهرجان سنة أو أكثر بسبب ذلك، ففي عهد محمد الاشعري بدأ الدعم بسيطا لكنه كان يرفع من قيمته على إثر نجاح كل دورة، إلا انه في عهد الوزراء الثلاث الذين جاؤوا من بعده،  تم خفض الدعم بخمسين في المائة، مما ضاعف معاناتنا واستنزف جيوبنا الخاصة، لذلك لم ننظمه بسبب ذلك لخمس سنوات متتالية، وفضلنا القيام بتقييم شامل ومراجعة نقدية لما تراكم، وبلورنا مشروعا تنمويا متكاملا يشكل المهرجان قاطرته، ويوفر في نفس الآن بنيات استقبال وتأهيل  سياحي واحتضان وتسويق المنتجات المحلية الطبيعية، وفي نفس الوقت يخلق فرص شغل قارة ويمكن المهرجان من تمويل فعالياته ذاتيا ويضمن استمراريته، في إطار منتجع ثقافي سياحي فلاحي طموح، وبدأنا نتحرك من اجل تحقيقه، حيث كانت العقبة الأولى تتعلق بتوفير الوعاء العقاري، وتلك حكاية أخرى صادمة لنا مع وزارة الأوقاف. سنحكي تفاصيلها في الوقت المناسب.

  • وصلتم إلى الدورة 12 سنة 2019 ماذا حدث؟

المهم، عندما تم تعيين الأستاذ محمد الأعرج وزيرا للثقافة والاتصال، شجعنا مشكورا على استئناف تنظيمه في نسخته 12 سنة 2019، بعد تسجيل المهرجان تراثا وطنيا لا ماديا في 2018، وبفضل دعمه نظمنا الدورة 12 ذلك الصيف، ونظمنا دورة ناجحة احتضنت القصبة كل فعالياتها وتابعتها كبريات وكالات الإنباء الدولية بالإضافة إلى وسائل الإعلام المغربية.

لكن، وبسبب كورونا اقتصرنا في صيف سنة 2020، على تنظيم الجانب الملائم من فعالياته مع الاحترازات الصحية، واقصد بذلك فعاليات “ألوان بني عمار” التي تتضمن رسم جداريات في مواقع من القصبة بمساهمة فنانين تشكيليين بدعم من المديرية الجهوية للثقافة والنقابة المغربية للفنانين التشكيليين المحترفين.

وفي سنة 2021، حاولنا تنظيم “ألوان بني عمار” مرة ثانية في انتظار رفع الاحترازات الصحية، لكن الوزير الفردوس، الذي تقدمنا له بطلب دعم، بعد تنسيق العملية مع السيد الكاتب العام للقطاع، لم يكلف نفسه حتى الرد على طلبنا، بينما كنا ننتظر ونؤجل التظاهرة أسبوعا بعد آخر، إلى أن تخلينا عن ذلك واعتذرنا للفنانين الذين دعوناهم للمشاركة.

  • ماذا عن دورة هذه السنة؟

اليوم هناك الأمل يراودنا، ونتوقع تفهما وإنصافا من السيد الوزير محمد المهدي بنسعيد، لتنظيم دورة  هذه السنة في غشت المقبل، لكننا لا زلنا ننتظر الحصول على وصل الإيداع، منذ أزيد من سنة على عقد الجمع العام العادي للجمعية المنظمة، جمعية إقلاع للتنمية المتكاملة، في سباق مع الزمن للحصول عليه في أقرب وقت وتقديم ملف الدورة إلى السيد رئيس الحكومة والسيد وزير الشباب والثقافة والتواصل وجهات أخرى من أجل دعم المهرجان.

  • الجميل في مهرجانكم أنه من المهرجانات والتظاهرات الوطنية القليلة جدا التي تعيد الاعتبار للثقافة والسياحة القروية، هل الجهات المسؤولة والداعمة للمهرجانات واعية بهذا البعد الثقافي والسياحي ودور مهرجانكم في إعطاء إشعاع لمنطقة بني عمار؟

– عندما يكون فكر مسؤول ما غير منفتح، ولا يرد ذكر “الحمار” في ذهنه إلا سجين المتمثلات الجاهزة التي تحتقره وتهينه وتعتبره سبة ورمزا للبلادة والحقارة، فلا يمكنك إطلاقا أن تحصل على تجاوبه ودعمه، وهذا ما وقع لنا مع مجموعة من المسؤولين منهم وزراء سابقون في قطاعي السياحة والفلاحة الذين لم يردوا قط على طلباتنا طيلة دورات سابقة،  بالإضافة الى مدير فاعل اتصالاتي كبير، كنا قد تقدمنا بطلب استشهار إلى مؤسسته وتلقينا وعودا من إدارته ووضعنا علامة مؤسسته في منشورات الدورة العاشرة، وعندما وصله الملف ووجد في غلافه صورة الحمار  مزقه ورماه في سلة المهملات ونهر الموظف الذي قدمه له.

  • هل تعتبرون أن لكم مسؤولية أيضا في هذا المأزق الذي يوجد فيه المهرجان؟  إذ هناك من يقول إنكم لم تحسنوا تدبيره وتسويقه…خاصة بعد أن حصل سنة 2014 على جائزة دولية للخيول بسويسرا، وجرى تسجيله سنة 2018 ضمن قائمة التراث اللامادي الوطني..
  • لماذا لم تستثمروا هذه النجاحات؟ :

لي رجاء من الذين يقولون إننا لم نحسن تدبير المهرجان وتسويقه، أن يقرؤوا هذا الحوار بتمعن، ليعرفوا حقيقة المعاناة التي كنا نواجهها طيلة أربعة عقود ولا زلنا، رغم أن هناك وقائع وتفاصيل كثيرة لا يسع المجال لذكرها، لذلك اكتفي بالقول انه بالإضافة الى “لعنة” احتقار وتبخيس كائن الحمار التي تلاحق مهرجاننا وتعرقل استمراريته وتمويله، هناك “لعنة” أخرى يعاني منها مهرجاننا تتمثل في نزيف الهجرة، فإلى حدود ستينيات القرن الماضي كان عدد سكان قصبة  بني عمار يتجاوز  الستة آلاف نسمة، وكان من المفروض، لو نالت القصبة ما تستحقه من رعاية واهتمام، أن يفوق عدد سكانها اليوم الثلاثين ألف نسمة، لكنه في الحقيقة وللأسف الشديد، انحدر إلى اقل من ألفي نسمة فقط، وهو مؤشر على مدى التدهور الاقتصادي، والتفكك الاجتماعي الذي حصل بفعل سياسة تهميش وعزل ساكنة الجبال في ستينات وسبعينات وثمانينات القرن الماضي، وضمنها طبعا ساكنة قصبة بني عمار زرهون.

إن الهجرة في اعتقادي هي العدو اللدود للعمل الجمعوي والثقافي بالقصبة، لقد عبرنا عن ذلك في شعار الدورة الأولى للمهرجان سنة 2001 “القرية التي تعطي ولا تأخذ”، من باب التحسيس وبعث الرسائل لمن يهمهم الامر، وسيبقى شعار الدورة الثانية الذي تغنى به شيخ الملحون الراحل الحاج احمد سهوم في قصيدته الرائعة حول المهرجان “معيقات ولكننا نعمل” صالحا لتجربتنا إلى يومنا هذا، وبعد مرور 21 سنة على إطلاقه. كنا دائما ولا زلنا نفقد الكفاءات والخبرات المخلية التي تضطر إلى الهجرة بسبب الركود الاقتصادي والتهميش الاجتماعي وإكراهات البحث عن العمل في باقي ربوع البلاد وخارجها. وحتى لا ابتعد كثيرا، فانا كابن للقصبة كنت دائما أتمنى الاستقرار فيها، ولكنني، مكره لا بطل، اضطررت للهجرة بحثا عن العمل، ومنذ سنة 1994 وأنا أتحمل مسؤولية جمعوية أساسية. في جمعية قدماء تلاميذ بني عمار، ثم في جمعية زرهون للسينما والثقافة، وبعدها في جمعية إقلاع للتنمية المتكاملة(ARDI) . كنت منذ 1989 اقطن بعيدا عن القصبة بأزيد من 150 كم، وهي المسافة التي قطعتها مئات المرات طيلة  ثلاث عقود، على نفقتي الخاصة، لأقوم بواجبي الجمعوي اتجاه ترابي الأول، حيث كنت أترك أسرتي خلال معظم العطل الأسبوعية لأعود إلى مسقط رأسي بحكم مسؤوليتي الجمعوية والثقافية والأخلاقية، وحتى عندما بدأنا تنظيم المهرجان، لم تكن قلة الإمكانيات ونزيف الهجرة تسمحان لنا بتدبير وتسويق المهرجان، لأن لا أحد من الأطر الملتزمة على قلتها  كان بإمكانه أن يترك عمله وقوت أسرته لكي يتفرغ لتدبير وتسويق المهرجان، وبحكم إني مدير له منذ دورته الأولى، فان عملي الذي لا ينتهي، لا يسمح لي بالتفرغ للبحث عن ممولين ومدعمين، وحتى عندما طرقنا أبواب اصدقاء في شركات تقوم بالوساطة في طلب الدعم والاستشهار، على أساس أن نخصص لها نسبة معينة من ذلك الدعم أو الاستشعار الذي تستطيع الحصول عليه، كانوا يطلبون منا مبالغ مسبقة لتغطية مصاريف العملية  تفوق ما ننظم به عادة دورة من دورات المهرجان.

فالكلام سهل ومريح ولكن العمل صعب والأصعب منه العمل في المناطق الجبلية البعيدة التي لا تتوفر على بنيات الاستقبال، لذلك نحن نفتخر لأننا استطعنا بصفر بنيات استقبال، وبأفقر تمويل أن ننظم 12 دورة ناجحة من المهرجان، ونتحدى من يكتفي بالفرجة والكلام السهل المريح أن ينظم فقط عشاء مناقشة بما توفر لنا وليس مهرجانا بورشاته واوراشه وسهراته وحفلات توقيع الكتب وحملاته التحسيسية ومسابقاته وجوائزه وعروضه الفنية وجدارياته…

  • كان الملك الحسن الثاني قد دعا في إحدى خطبه، الجماعات المحلية لتخصيص واحد في المائة من ميزانية الجماعات للثقافة والفنون…ما الذي يمنع من فعل ذلك، كحد أدنى لدعم التظاهرات الثقافية؟

-نحن ننتمي إلى جماعة قروية ليس في ميزانيتها بابا خاصا بالعمل الثقافي والفني، وحتى إذا تجاوزنا هذه الجماعة، فمهرجاننا محروم من دعم مختلف المجالس المنتخبة، سواء مجلس العمالة أو المجلس الإقليمي أو مجلس الجهة، رغم كل المحاولات والمراسلات التي قمنا بها خلال الدورات السابقة، لان المجالس المنتخبة للأسف تهتم بأشياء أخرى وليس بالثقافة.

  • لو أردتم توجيه دعوة اليوم، لإنقاذ مهرجانكم لمن توجهونها؟ وهل يمكن أن ننتظر تنظيم دورة هذه السنة؟

– قبل أسبوع، ورغم عدم توصلنا بوصل الإيداع، وبناء على بعض المؤشرات الايجابية بالنسبة لوزارة الثقافة، اجتمع مكتب الجمعية وقرر المغامرة مرة أخرى والاستعداد لتنظيم الدورة 13 في غشت المقبل، ونحن الآن بصدد تهيئ الملف وتقديمه قريبا جدا إلى السيد وزير الشباب والثقافة والتواصل الذي يحدونا أمل قوي في أن ينصف مهرجاننا ويقدم له ما يستحق من دعم مادي ومعنوي، على اعتبار إن مصالح الوزارة المختصة سبق أن سجلته تراثا وطنيا لاماديا بالنظر الى فرادته وتميزه وإشعاعه الدولي وحصوله على الجائزة العالمية للخيول، أما بالنسبة للجماعات الترابية فليس هناك حتى الان أي أمل في إن  تنصف مهرجاننا باستثناء الوعد الذي قطعه الرئيس الجديد للمجلس القروي لجماعة نزالة بني عمار. لذلك نوجه دعوتنا للجميع لإنصاف المهرجان كتراث وطني لا مادي يستحق الحياة.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button