هل يكسر المدفعجية لعنة “الفيل الساقط” بـ”نضج أرتيتا”؟

عاد التشبيه الشهير لآرسنال كـ”فيل فوق الشجرة” إلى الواجهة مع تصدر “المدفعجية” جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم برصيد 16 نقطة من سبع مباريات. السؤال الذي يطارد جماهير الشمال اللندني هو: هل اكتسب آرسنال أخيراً الصلابة اللازمة لكسر لعنة الانهيارات التاريخية؟
الفريق، تحت قيادة ميكيل أرتيتا، يعيش حالة من النضج الكروي غير المسبوق منذ سنوات. حيث يمتلك أقوى دفاع في المسابقة (استقبل 3 أهداف فقط)، ويعكس ثباته تحولاً تكتيكياً وفكرياً ملموساً. فقد أصبح الفريق أكثر مرونة (يتنقل بين خطتي 4-3-3 و4-2-3-1)، وأكثر شراسة في استعادة الكرة بمتوسط 8.7 ثانية، ما يدل على “السيطرة المطلقة على الإيقاع”.
دروس من الانهيارات المؤلمة
تاريخ آرسنال الحديث مليء بـ”الجروح التي لا تُنسى”، أبرزها موسم 2022/2023 عندما تصدر الفريق الجدول لـ 248 يوماً، قبل أن يسقط في الأمتار الأخيرة، محققاً 12 نقطة فقط من آخر 9 مباريات. وفي الموسم التالي (2023/2024)، جمع الفريق 89 نقطة، لكنه خسر اللقب بفارق نقطتين أمام مانشستر سيتي.
هذه الانهيارات علّمت الإدارة والمدرب دروساً قاسية.
التفاؤل الحذر: نضج إداري وصفقات حاسمة
يبدو أن موسم 2025-2026 مختلف، بفضل هدوء يسبق العاصفة، مدعوم بـ”ذكاء في التخطيط”. فقد أتم آرسنال تعاقداته مبكراً وبصفقات مدروسة، بفضل المدير الرياضي الجديد أندريا بيرتا القادم من أتلتيكو مدريد.
أبرز هذه الصفقات كان المهاجم السويدي فيكتور جيوكيريس القادم من سبورتينج لشبونة (مرتديًا الرقم 14 الأسطوري)، إلى جانب ضابط الإيقاع مارتن زوبيمندي والمبدع إيبيريش إيزي. هذه الإضافة عززت العمق الفني للفريق.
أصبح المدرب أرتيتا أكثر هدوءاً وثقة، بينما يمنح اللاعبون الشباب مثل إيثان نواريني ومايلز لويس سكيلي الفريق طاقة وجرأة.
الخطر الأكبر لا يزال كامناً في الانضباط (تاريخ الفريق في البطاقات الحمراء) وشبح الإصابات وضغط التاريخ. فآرسنال يخاف “الظلال أكثر من الخصوم”. فليفربول يملك شخصية البطل، ومانشستر سيتي يقف كـ”عملاق مهدد” تحت قيادة بيب جوارديولا.
كل المؤشرات تقول إن هذا الموسم قد يكون مختلفاً. السؤال الآن لم يعد: “متى سيسقط الفيل؟” بل: “هل يمتلك آرسنال ما يكفي من الصبر والشراسة ليظل فوق الشجرة حتى النهاية؟”



