Hot eventsأخبارأخبار سريعةرياضة

بين المنتخب والنادي.. اللاعبون في مرمى النار!

لم يعد التوقف الدولي بالنسبة لنجوم كرة القدم فترة راحة نفسية أو فرصة لخدمة الوطن، بل تحوّل إلى كابوس متكرر للأندية التي تجد نفسها بعد كل معسكر أمام إصابات جديدة وخسائر فنية مؤلمة. فالمعادلة القديمة بين “شرف المنتخب” و“مصلحة النادي” أصبحت اليوم أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى.

في الأسابيع الأخيرة، عادت الأزمة إلى الواجهة من بوابة الأندية الإسبانية والفرنسية، بعدما فقد برشلونة وريال مدريد عددًا من لاعبيهما بسبب الإرهاق والإصابات التي لحقت بهم خلال التزاماتهم الدولية. البداية كانت من برشلونة، حيث تفجّرت أزمة لامين يامال بعد استدعائه رغم وجود تقرير طبي يحذّر من تفاقم إصابته، ليعود النادي الكتالوني غاضبًا مما وصفه بـ”الاستهتار بصحة لاعبيه”.
وبينما كان الجدل في كتالونيا يتصاعد، وجد ريال مدريد نفسه بدوره وسط عاصفة مشابهة، بعد إصابة نجمه الفرنسي كيليان مبابي خلال مشاركته مع منتخب “الديوك”، رغم علم الجهاز الفني بمعاناته من ألم في الكاحل. فقد اضطر مبابي لمغادرة المباراة، ليتحول الأمر إلى قضية جديدة حول “حق الأندية في حماية لاعبيها من المخاطر الدولية”.

أما في الأرجنتين، فقد أضيف اسم فرانكو ماستانتونو إلى قائمة المتضررين، بعد أن عاد إلى مدريد محمّلًا بإصابة عضلية من معسكر منتخب بلاده، لتتعالى الأصوات مجددًا داخل البيت الملكي مطالبة بضرورة “وضع حد لفوضى الاستدعاءات”.

الأندية الأوروبية باتت تشعر أنها الخاسر الأكبر من هذه الازدواجية في المسؤولية؛ فهي من تدفع الرواتب، وتتحمل تكلفة العلاج والتأهيل، بينما المنتخبات تتعامل أحيانًا بمنطق “الالتزام الوطني أولًا” حتى على حساب سلامة اللاعبين.
أما اللاعبون أنفسهم، فهم بين مطرقة الواجب الوطني وسندان ضغط الأندية، يواجهون إرهاقًا متزايدًا ومواسم متلاحقة بلا فواصل زمنية كافية للتعافي.

الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (FIFPRO) كان قد دق ناقوس الخطر في تقريره الأخير، محذرًا من أن أغلب اللاعبين الدوليين تجاوزوا حد التحمل الجسدي، إذ يخوض بعضهم أكثر من 70 مباراة سنويًا دون فترات راحة حقيقية.
ووسط هذا التوتر المستمر، تتجه الأنظار إلى الفيفا والاتحاد الأوروبي المنتظر منهما إعادة النظر في “روزنامة المباريات الدولية”، وتحديد مسؤوليات واضحة بين الأندية والمنتخبات.

فالأزمة لم تعد مجرد خلاف إداري، بل مسألة تمس جوهر اللعبة وسلامة نجومها، في زمن أصبحت فيه كرة القدم الحديثة آلة لا تتوقف عن الدوران، فيما اللاعبون يدفعون الثمن بأجسادهم.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button