أسود الأطلس ينتزعون فوزًا صعبًا أمام الكونغو برازافيل بملعب مولاي عبد الله

حقق المنتخب المغربي فوزًا صعبًا ومستحقًا على حساب منتخب الكونغو برازافيل بهدف دون رد، في المباراة التي جمعتهما مساء اليوم الثلاثاء على أرضية ملعب مولاي عبد الله بالرباط، ضمن فترة التوقف الدولي.
منذ الدقائق الأولى، دخل أسود الأطلس اللقاء بعزيمة واضحة للسيطرة، معتمدين أسلوب الضغط العالي على دفاع الخصم، في وقت اختار فيه المنتخب الكونغولي التراجع الكلي إلى الخلف، وترك حرية التحرك للعناصر الوطنية التي بحثت منذ البداية عن طريق نحو مرمى المنافس.
اعتمد المنتخب المغربي بشكل كبير على توغلات إبراهيم دياز من الجهة اليمنى، وعبد الصمد الزلزولي من الجهة اليسرى، مع الاعتماد أحيانًا على الكرات الطويلة التي كان يرسلها جواد الياميق من الخط الخلفي في محاولة لاختراق الدفاع المتكتل. غير أن تلك المحاولات واجهت صعوبات كبيرة في ظل تماسك الدفاع الكونغولي.
الربع ساعة الأولى من المواجهة عرفت ضغطًا مغربيًا متواصلاً، خاصة بعد صعود صيباري لدعم الهجوم، غير أن غياب الحلول الهجومية جعل الفريق الوطني يبحث عن التسجيل عبر الكرات الثابتة وضربات الزاوية، دون أن تسفر عن جديد.
استمر الأداء بنفس النسق في باقي فترات الشوط الأول، حيث غابت الفعالية الهجومية عن الأطراف، ولم يتمكن إبراهيم دياز من خلق الخطورة المطلوبة، بينما حاول الضيوف مباغتة الدفاع المغربي ببعض المرتدات الخجولة التي لم تقلق ياسين بونو. ومع نهاية الشوط الأول، كاد بن الصغير أن يفتتح النتيجة بتسديدة قوية تصدى لها الحارس الكونغولي ببراعة، لينتهي النصف الأول بنتيجة التعادل السلبي.
ومع بداية الشوط الثاني، أجرى المدرب وليد الركراكي أول تغييراته بإقحام يوسف النصيري مكان بن الصغير، في محاولة لإعطاء دفعة هجومية إضافية. وواصل المغاربة ضغطهم المستمر، خصوصًا من الجهة اليمنى بقيادة أشرف حكيمي الذي اعتمد على العرضيات الدقيقة لخلق فرص التسجيل.
ومع مرور الوقت، بدأ المنتخب الكونغولي يتقدم نسبيًا نحو مناطق المغرب، مما منح الزلزولي مساحة أكبر للتحرك وصناعة الخطورة. وفي الدقيقة 61، نجح يوسف النصيري في كسر جمود المباراة، بعد أن تلقى تمريرة محكمة من أشرف حكيمي أسكنها الشباك معلنًا تقدم الأسود.
بعد الهدف، انتعش أداء المنتخب الوطني بشكل واضح، خاصة بعد دخول البدلاء الذين منحوا نفسًا جديدًا للهجوم، إذ جرب أيوب الكعبي حظه بالتسديد، وقدم لامين أخوماش لمحات فنية مميزة على الجهة اليسرى. ومع حلول الدقيقة الثمانين، غادر إبراهيم دياز أرضية الملعب بعد أداء متوسط، في وقت بدأ فيه المنتخب الكونغولي بالتحرر ومحاولة إدراك التعادل.
إلا أن العناصر الوطنية ظلت متماسكة دفاعيًا حتى صافرة النهاية، لتحقق فوزًا صعبًا وثمينًا يعزز ثقة الأسود في فترة التوقف الدولي، بعد الانتصار السابق على منتخب البحرين.
بهذا الفوز، يواصل المنتخب المغربي عروضه الإيجابية تحت قيادة وليد الركراكي، في انتظار اختبارات أقوى مقبلة ستكشف جاهزية “أسود الأطلس” للاستحقاقات القادمة.



