Hot eventsأخبارأخبار سريعةجهات المملكةعين العقل

الزعيم ما زال حياً… والكرسي بخير!

بقلم: الاستاذ مولاي الحسن بنسيدي علي

يا سلام على السياسة!
كل ما يقرب موعد المؤتمر الحزبي، يتحول الحزب إلى عرس انتخابي، لكن العروس واحدة لا تتبدل: الزعيم!
يدخل القاعة متكئاً على عصاه او على كتف غيره، يتبعه المريدون كما تتبع الفراشات نور المصباح، يصفقون له حتى تتعب الأكف، كأنهم يستقبلون بطلاً عاد من معركة التحرير… بينما الحقيقة أنه لم يبرح الكرسي منذ عقود!
تُنفق الأموال كأنها موسم حجّ سياسي، تُزيَّن القاعات، تُجهَّز الولائم، وتُوزَّع الابتسامات على من له صوت أو كلمة.
وفي النهاية، المفاجأة الكبرى التي يعرفها الجميع مسبقاً:
الزعيم باقٍ، والأمانة العامة بخير!
الطريف أن من يصوّت له هم شبابٌ في عمر أحفاده، حملة شهادات عليا، لكنهم يركعون أمام الكرسي كأنه صنم مقدّس.
يخافون الخروج عن الصف، لأن من يسبح ضد التيار مصيره الطرد أو “تجميد العضوية” — وهي طريقة ناعمة لقول “اختفِ من المشهد!”.
وهكذا تتحول المؤتمرات إلى حفلات ولاء، لا مكان فيها للكفاءات ولا للأفكار الجديدة، بل للمديح، والهتاف، وعبارات مثل “نحتاج حكمتكم يا زعيم”، و“لا أحد يقودنا سواك”.
حتى إذا بكى الزعيم على المنصة، صفّقوا لدموعه، وهم لا يدرون أنها دموع الفرح بالكرسي والامتيازات وغياب المساءلة!
يا للعجب!
يتصارعون على المناصب وكأنها غنائم حرب، يتوارثون الحزب كما تُورَّث المزارع والعقارات، بينما الوطن في مكانه… ينتظر التغيير الذي لا يأتي.
فهنيئاً للزعماء بدوام الكراسي،
وهنيئاً للقواعد الحزبية بولائهم الأبدي،
أما الديمقراطية، فمكانها محفوظ في الخطابات فقط، لا في الصناديق ولا في الضمائر.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button