أخبارأخبار سريعةشرق أوسط

خيار “مواجهة الكرامة” يلوح في جنوب لبنان: الجيش بين أوامر التصدي والخروقات الإسرائيلية المتصاعدة

يواجه الجيش اللبناني تحدياً مصيرياً في جنوب لبنان، حيث تتصاعد وتيرة الخروقات الإسرائيلية التي تهدد بتفجير الوضع في المنطقة المحررة. وفي موقف بارز، دعا الرئيس اللبناني جوزيف عون قائد الجيش، رودولف هيكل، إلى التصدي لأي توغل إسرائيلي في الأراضي اللبنانية، وذلك عقب توغل صباحي في بلدة بليدا أدى إلى مقتل موظف بلدي، وسلسلة غارات جوية استهدفت بلدتي المحمودية والجرمق.

فشل اللجنة الخماسية والموقف الأمريكي

اعتبر الكاتب والمحلل السياسي اللبناني رياض عيد أن الموقف الرئاسي كان متوقعاً في ظل الضغوط التي مارستها بيروت على الراعي الأمريكي للجنة الميكانيزم (اللجنة الخماسية المكلفة بمراقبة تطبيق وقف إطلاق النار). وأوضح عيد لـ RT أن الموقف الأمريكي كان سلبياً، حيث لم تبدِ واشنطن رغبة في ممارسة أي ضغط على إسرائيل، وهو ما أكده مبعوثوها الذين أعلنوا أن أمريكا “غير قادرة” على لجم تل أبيب.

وأشار عيد إلى أن تعليمات الرئيس عون، رغم تأخرها، تهدئ الوضع الداخلي وتعزز التفاف جمهور المقاومة في الجنوب حول الجيش اللبناني، مُشيداً بهذا “الموقف الشجاع”.

الجيش أمام خيارين: المواجهة أو الانسحاب

من جانبه، حذر الخبير العسكري اللبناني عبد الرحمن شحيلتي في تصريحات لـ RT، من أن إسرائيل تتعامل مع الجنوب كمنطقة عمليات عسكرية دون احترام مسؤولية الجيش اللبناني بموجب اتفاق وقف إطلاق النار. وأكد شحيلتي أن الجيش اللبناني “لا يمكن أن يكون شاهد زور”، فالمسألة تتعلق بـ “كرامة الدولة والجيش معاً”.

ورأى شحيلتي أن استمرار الوضع الحالي يعني فشل مسار اللجنة الخماسية، وأن الدولة اللبنانية باتت أمام خيارين لا ثالث لهما في الجنوب:

  1. المواجهة: دفاعاً عن الكرامة والسيادة.
  2. الانسحاب: والتخلي عن مسؤولياتها.

وحمّل شحيلتي الولايات المتحدة المسؤولية الأولى عن عدم لجم الاعتداءات الإسرائيلية، محذراً من أن أي اشتباك جديد بين الجيشين الإسرائيلي واللبناني سيعيد الأمور إلى “حرب بين دولتين”، ما ينسف كل الذرائع الإسرائيلية حول مواجهة “منظمات غير شرعية”.

أهالي الجنوب: “نحن درع بشري للجيش”

لاقت دعوة الرئيس اللبناني صدى وطنياً واسعاً، حيث عبّر اللبنانيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن استعدادهم للوقوف صفاً واحداً خلف الجيش. ومن أبرز رسائل الدعم:

  • “فخامة الرئيس وقائد الجيش نحن معكم… والاختلاف بالسياسة الداخلية ما بيمنع لما يكون في عدو عم بيقتلنا ببيتنا إلا نكون إيد وحدة ونواجه بكل ما نستطيع”.
  • “أنا درع بشري للجيش في حال قرر يتصدى للعدوان الاسرائيلي… ايد بإيد وبندقية وحدة للتصدي للعدوان الاسرائيلي”.

وتعكس هذه التعليقات تضامناً وطنياً كبيراً وتأكيداً على تلاقي اللبنانيين حول خيار الدفاع عن لبنان في مواجهة إسرائيل، متجاوزين الانقسامات السياسية الداخلية.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button