هذه هي حقيقة الكفاءات التي أزعجت الحكومة بها مسامعنا

في كل جلسة برلمانية سواء شهرية أو أسبوعية، وفي كل خطاب من مسار الانجازات، نصطدم بواقع مرير، واقع مؤلم، يعكس حقيقة النخب التي تسهر على تدبير وتسيير شؤون المغاربة، كما تبرز أيضا، وهذا هو الأهم، المعنى الحقيقي “للكفاءات” الذي أتلفت به الحكومة ومزقت “طبل آذاننا”..
للاسف وجدنا أنفسنا أمام أناس كلامهم أكثر من أفعالهم، أشخاص وصفوا أنفسهم “نخبا”، لنتفاجأ أنهم “بوخ”، “الجبهة”، “التصنطيحة”، و”تخراج لعينين”، إنهم يجسدون المثل الشعبي القائل “اللسان ماضي، والذراع گاضي” يعني “خاوي”.
نعم وجدنا أنفسنا أمام أناس، تنتفض غضبا عندما تنتقد سياسيتهم وطريقة تدبير القطاعات التي يشرفون عليها.. يصفون المنتقدين “بالجراثيم”، وكبيرهم الذي يعلمهم(..) يصف كل واحد ضد سياسته “بالعدميين”. والآخر صاحب الشطحات والتنقيزات، يحاول أن يفرق بين المواطنين، ويقول “المواطن الحقيقي”، فهل هناك مواطن غير حقيقي..
ما هذه النماذج وغيرها التي تتحدث من داخل قبة البرلمان، المؤسسة التشريعية الذي ينص الدستور على اختصاصاتها، عن “مجلس قيادة الثورة”؟ وآخر يتهم نواب برلمانيين “بماركسيين على سنة الله ورسوله”، فمتى كان ماركس كذلك، ومتى كان المسلمون الذين يتبعون الكتاب والسنة ينهجون النهج الماركسي؟، فلكل واحد وجهة هو موليها.
ما نحن عليه الآن، وتقلد مثل هؤلاء المناصب والمسؤوليات والمقاعد البرلمانية، مرده للائحة الانتخابية التي كانت سببا في إفراز هذه النماذج، إضافة إلى القاسم الانتخابي الذي كان بمثابة المجزرة والمذبحة في حق الديمقراطية، دون أن ننسى سلطة المال التي تغولت تغولا فاحشا حصد الأخضر واليابس، حتى الدواء لم يعد ينفعه، تغول حتى طار “بالكيروزين”.



