ولد الرشيد يدعو برلمانات إفريقيا إلى “الريادة التشريعية” لتحصين السيادة ومواكبة التحولات العالمية

أكد محمد ولد الرشيد، رئيس مجلس المستشارين، في افتتاح الدورة الثالثة للجمعية العامة لمؤتمر رؤساء المؤسسات التشريعية الإفريقية (COSPAL) بالرباط، أن السياق الدولي الراهن المعقد والموسوم بتزايد التوترات والأزمات، يفرض على إفريقيا “تأمل موقعها” وتقييم جاهزية مؤسساتها التشريعية لصياغة أجوبة جماعية تُحصّن السيادة وتدعم التنمية. وأبرز ولد الرشيد، في كلمته التي تلاها نيابة عنه نائبه الرابع، لحسن حداد، أن دور البرلمانات الإفريقية يتجاوز الوظائف التقليدية ليرتقي إلى ممارسة الريادة الفعلية، عبر ريادة تشريعية تُبلور سياسات قارية ذكية، وريادة دبلوماسية تصون السلم والمصالح العليا للقارة. وشدد على أن هذه الريادة ليست شعاراً بل مسار يتطلب تعزيز القدرات المؤسسية وتطوير الخبرة التقنية والتعاون البرلماني القاري الفعال.
كما أشار رئيس الغرفة البرلمانية الثانية إلى أن الحديث عن هذه الريادة يستحضر الرؤية الملكية التي أكدت أن إفريقيا “أصبحت قارة تثبت وجودها وتتحمل مسؤولياتها”، معتبراً التجربة المغربية في تطوير آليات الرقابة وتقييم السياسات العمومية والجهوية المتقدمة مساهمة في النقاش الإفريقي حول الإصلاح المؤسساتي. وأعلن ولد الرشيد عن دعم مجلس المستشارين لاعتماد “إعلان الرباط” كوثيقة مرجعية للريادة التشريعية، وإنشاء آلية للتنسيق التشريعي داخل COSPAL، وتطوير منصات للابتكار التشريعي في قضايا الذكاء الاصطناعي والمناخ. واختتم بالتأكيد على أن “إفريقيا ليست فقط قارة الإمكانيات، بل قارة الإرادات”، وأن برلماناتها قادرة، بالتضامن والرؤية، على المساهمة في رسم معالم نظام عالمي أكثر عدلاً.



