مؤسسة “يوم فاس” تستشرف مستقبل فاس

عقدت “مؤسسة يوم فاس مؤخراً لقاءً تواصلياً بمديرية الثقافة، جمع أعضاء المؤسسة بفعاليات من المجتمع المدني حول موضوع: “فاس: واقع واستشراف” .
استهل هذا الجمع بالترحم على أرواح ضحايا انهيار بنايتيْ حَيِّ المسيرة، مؤكدا أن إقدام محدودي الدخل على البناء الذاتي في غياب التتبع والمراقبة، وتماديهم في رفع الطوابق دون توقيف ولا مؤاخذة، لن يُسفر عن غير انهيارات ومآسٍ، لذا يجب العمل على تدارك الأخطاء وإيقاف النزيف، وتوفير أسباب الدعم والوقاية.
وبعد مناقشة عرضٍ استهدف تقاسُمَ َانشغال المؤسسة بواقع المدينة وانتظاراتها مع الحاضرين انتهى الجميع إلى التأكيد على ما يلي:
ـ تثمين المشروع المنطلق من قنطرة الليدو في اتجاه المدينة القديمة بهدف تيسير التنقل الناعم نحوها، وفك عزلتها عن فاس الجديد والمدينة الجديدة.
ـ تأكيد التحفظ على أي بنيان يتطاول بشارع الحسن الثاني، ويخدش صورة نمطه المعماري الكولونيالي، ويُسهم في اختناقات المرور به
-مباركة التوجه نحو العناية بالمساحات الخضراء بدءاً بتفعيل حديقة النبات ورد الاعتبار لحديقة للا أمينة، وأملاً في تَعدادها ورفع معدلها بالنسبة للسكان، وتيسير رَيِّهَا بالمياه المعالجة، واستدامة حراستها وصيانتها.
ـ استعجال تحقيق المدينة النظيفة بحمل الشركتين المفوض لهما التدبير على تعميم التجهيزات، وتحيين القرار البلدي، وتوظيف الإعلام في التحسيس به، وتكليف الشرطة الإدارية بالسهر على تفعيله بدءاً بأصحاب المحلات الكبرى، وحَثّاً للجميع على الانضباط له، (إن الله يَزَعُ بالسلطان ما لا يَزَعُ بالقرآن).
ـ التطلع إلى نقل حضري منتظم في سيره بمساره المستقل، على أمل أن ينضاف إليه “قطار القرويين” كخط سككي مُعَزِّز للنقل الحضري، وإلى نقل عمومي ينطلق من محطة طرقية تَحْضُرُ في الموقع الملائم، وتأخذ الإطارَ اللائق.
ـ المراهنة على تَعداد مراكن السيارات التحت أرضية وعلى مستويات متعددة بساحات المدينة الجديدة، ودون إغفال ساحة البطحاء معالجة لأزمة الوقوف، وتيسيراً لانسيابية المرور.
ـ تَرَقُّب إيلاء الولوجيات الاهتمامَ اللازم تعميماً نحو الأرصفة ومختلف المرافق، وعودة بالمدينة القديمة إلى ما كانت عليه العقبات والمنحدرات كَ:”وُلُوجِيات” تضمن انسيابية السير قبل أن تطرأ عليها الدُّرَجُ الْمُعَطِّلَةُ لِسَلاسَةِ تنقُّلِ السليم قبل المُعاق والكسيح.
ـ رفع درجة الاهتمام بالراجلين بتنظيم مَمَرَّاتِهِم الممتدة بين ولوجيتين في خط مستقيم والْمُرْفَقَة بتشوير، والْمُعَزَّزَة بتأطير.
ـ تسجيل ظاهرة ارتفاع حاشية الرصيف عن فتح باب السيارة، وكذا ملاحظة بدء النزول إلى مركنها من حاشية الرصيف، بدلاً من حدود البناية ، ودعوة المصالح المعنية إلى تدارك ما فات بالتصحيح، وتفادي تَكرار الظاهرتين في المنشآت الْمُحْدَثة.
ـ التطلع إلى إحلال المراقبة الآلية محل المراقبة البشرية بتعميم الكاميرات، ووصلها بقاعة للمراقبة والتحكم.
ـ الانفتاح على تجربة تتنافس فيها حواضر العالم بِمَدِّ مسالك الدراجات المعزولة بفاصل مادي عن قارعة الطريق، والتحفيز على اقتنائها والتنقل بها.
ـ مناشدة المسؤولين عن المدينة تسريع الخُطى لكف الأذى الذي يُلحقه “واد الحيمر” في مَقْطَعِه المار قرب بطريق عين الشقف، في أفق تنقيته وتغطيته، وفي خطوة عاجلة بمنع وقوف السيارات على الجهة اليسرى في الاتجاهين المحاذيين له.
ـ إيلاء وادي الجواهر وروافده الاهتمام اللازم بكف الأذى عنه، وتنقيته، وغرس ضفتيه.
ـ الدعوة إلى حث أصحاب الوحدات الصناعية والسياحية على معالجة نفاياتها قبل التخلص منها، كَفّاً لأذاها عن المجال القريب منها.
ـ الاهتمام بِإِبْرَاز مَعْلَمَةِ باب بوجلود، وذلك بتحفيز المؤسسة البنكية والبنايات المجاورة على تغيير موقعها لكشف الرؤية عن المعالم التاريخية بأحد المداخل الهامة للمدينة.
ـ الإعراب عن الأسف للحالة التي توجد عليها مقابر المدينة مقارنة بالعناية التي تعرفها في مدن وحواضر أخرى، والتعبير عن الأمل في أن تحظى بالتنظيم، والصيانة، والأمن، وإضافة المواقع.
ـ استحسان إبراز لون المدينة (الأبيض العاجي) في شارع محمد الخامس، أمَلاً في تعميمه والإلزام به.
ـ مناشدة المصالح المعنية رفع درجة الاهتمام بصيانة السدود التلية، وخاصة سد الكعدة ورافده واد بوفكران (استحضاراً لفيضان 6 يناير 2009 وآثاره المدمرة على قنطرة باب جديد ودور المدينة القديمة) ودعوة إلى مَدِّ قناة من سد الكعدة نحو نهر سبو عبر فضاء السعادة وسيدي حرازم، تحسباً لأي خطر محتمل مفاجئ.
ـ وفي سياق العمل الجاد على ترميم مآثر المدينة بكل مكوناتها وبعث الحياة فيها، تتجدد الرغبة في إحياء “صوت وضوء فاس”، وتجديد السوق المركزي بشارع محمد الخامس باعتباره واجهة حضارية وسياحية.



