Hot eventsأخبارأخبار سريعةالعلوم والتكنولوجيا

المغرب يدشن أكبر منظومة رقمية في تاريخ كأس أمم إفريقيا استعدادا لـ “كان” غير مسبوق




مع اقتراب موعد انطلاق كأس الأمم الإفريقية،يسرع المغرب وتيرة تنزيل أكبر عملية رقمنة تشهدها البطولة في تاريخها،من خلال اعتماد منظومة تكنولوجية متكاملة تهدف إلى تأطير الجماهير وضمان انسيابية الولوج إلى الملاعب مع رفع الكفاءة التنظيمية في مختلف المدن المستضيفة.

وفي هذا السياق، أكد الخبير في التحول الرقمي محسن بنخلدون أن نجاح هذه التظاهرة القارية يمر حتما عبر تفعيل أنظمة رقمية مترابطة، سيتم اختبار فعاليتها تدريجيا خلال الأسابيع المقبلة.وأوضح أن التحديات التقنية الكبرى تتمحور حول ثلاثة محاور أساسية أولها ضبط هوية المشجعين والتحكم في ولوجهم للملاعب وثانيها تنسيق الخدمات الرقمية المرتبطة بالتذاكر- الاعتمادات- التنقل والتأشيرة الإلكترونية، ثالثها القدرة على استيعاب الذروة الجماهيرية خلال المباريات الكبرى والتنقلات بين المدن.

وأشار بنخلدون إلى أن المغرب اختار نهج المنظومة الرقمية الموحدة بدل الاعتماد على حلول متفرقة،بهدف ضمان الاتساق وسلاسة التجربة. ويحتل تطبيق “يلا” موقعا مركزيا داخل هذه المنظومة، إذ يجمع بين بطاقة المشجع (Fan ID) والتأشيرة الإلكترونية المجانية إلى جانب المعطيات اللوجستية والخدماتية بما يوفر مسارا رقميا متكاملا للمشجع منذ التحضير للسفر وحتى دخول الملعب.

غير أن الخبير أشار إلى أن التقييمات الأولية للتطبيق أظهرت تجربة استخدام متوسطة إلى ضعيفة،ما يفرض تسريع وتيرة التحسينات التقنية والوظيفية قبل انطلاق البطولة، تفاديا لأي ارتباك قد يؤثر على ثقة الجماهير في الحلول الرقمية المعتمدة.

ويعد النظام الرقمي للتذاكر إحدى الركائز الأساسية لهذه العملية،إذ يربط بين التذكرة والهوية الرقمية للمشجع ما يقلص الاعتماد على الشبابيك التقليدية ويضمن تدفقا سلسا وآمنا للجماهير. كما يسهم هذا النظام في تسهيل ولوج المشجعين الأجانب عبر دمج التأشيرة الإلكترونية داخل نفس المنصة،بما يسمح بإنجاز معظم الإجراءات قبل الوصول إلى المغرب.

وتمنح هذه المنظومة الرقمية السلطات والمنظمين قدرة غير مسبوقة على تتبع المعطيات المرتبطة بالحضور والتنقلات والمعاملات،ما يعزز التخطيط الأمني ويمكن من إجراء تحليلات دقيقة بعد انتهاء البطولة. كما يبرز الذكاء الاصطناعي كأداة محورية في تحليل التدفقات الرياضية والسياحية،وتوقع نقاط الازدحام وتحسين إدارة حركة المرور عبر حلول استباقية وغير تلامسية.

ويواكب هذا التحول إطلاق شبكة الجيل الخامس (5G) في المدن الرئيسية،ما يعزز قدرة البنية التحتية على استيعاب أعداد كبيرة من المستخدمين ويضمن استقرار الخدمات الرقمية خلال المباريات. كما تدعم هذه البنية المتطورة الجوانب التقنية للإنتاج السمعي البصري من بث عالي الجودة -كاميرات متطورة-طائرات درون FPV وخوادم التصوير البطيء.

في السياق ذاته،تمثل المدفوعات الرقمية محورا هيكليا آخر، إذ تسهم في تقليص الطوابير وتسهيل الولوج إلى الملاعب والمناطق الرسمية ونقاط الخدمات مع ربط كل معاملة مالية بهوية رقمية فريدة بما يعزز الشفافية ويحد من الاحتيال ويتيح قياس القدرة الاستيعابية في الزمن الحقيقي.

وتغذي هذه البيانات الضخمة تحليلات ما بعد البطولة،بما يمهد لتنظيم أكثر تطورا للفعاليات المقبلة وعلى رأسها كأس العالم 2030 لتتحول كأس إفريقيا من مجرد منافسة رياضية إلى مختبر رقمي يختبر جاهزية المغرب لاحتضان أكبر التظاهرات العالمية.

بهذا التحول الرقمي الشامل،لا يكتفي المغرب بتنظيم نسخة متقدمة من كأس أمم إفريقيا،بل يضع أسس نموذج تنظيمي جديد في القارة ينتقل فيه الحدث الرياضي من منطق التدبير التقليدي إلى إدارة ذكية قائمة على البيانات والتكنولوجيا. وبين تحدي الجاهزية التقنية ورهان كسب ثقة الجماهير، تمثل هذه التجربة اختبارا حقيقيا لقدرة المملكة على تسخير الرقمنة كرافعة للنجاح التنظيمي وتمهيدا عمليا لاستحقاقات كبرى في مقدمتها كأس العالم 2030،حيث لن يكون التحدي في عدد الملاعب فقط، بل في جودة التجربة الرقمية من الباب الأول إلى صافرة النهاية.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button