الرباط تعزز أمنها بكاميرات ذكية تعتمد الذكاء الاصطناعي

أصبحت الكاميرات الذكية المعتمدة على تقنيات الذكاء الاصطناعي من أبرز أدوات المراقبة الحديثة في المدن الكبرى،لما توفره من قدرات متقدمة في تحليل الصور والفيديوهات والتعرف على الوجوه وقراءة لوحات السيارات ورصد السلوكيات غير الاعتيادية في الزمن الحقيقي.وفي هذا الإطار شرعت العاصمة الرباط في تفعيل منظومة متطورة من هذه الكاميرات في خطوة تهدف إلى تعزيز الأمن العام وحماية الأشخاص والممتلكات.

ووفق معطيات رسمية،جرى تجهيز عدد من الشوارع والمحاور الرئيسية بـ عاصمة الأنوار بكاميرات عالية الدقة بعد فوز شركتين متخصصتين بصفقات بلغت قيمتها الإجمالية حوالي 107 ملايين درهم،أشرفت عليها مؤسسة الرباط للتهيئة. وقد شوهد مهندسون وتقنيون خلال الأيام الماضية وهم ينجزون اختبارات تقنية ميدانية بعدد من الشوارع من بينها شارع العلويين للتأكد من جاهزية النظام قبل تعميمه بشكل تدريجي.
وتعتمد هذه المنظومة على خوارزميات التعلم العميق (Deep Learning)،التي تمكن من تحليل البيانات المرئية بشكل ذكي عبر مقارنة ملامح الأشخاص وأنماط تحركاتهم بقاعدة بيانات مرجعية واسعة،ما يساعد على تتبع المشتبه فيهم ورصد تحركاتهم بدقة عالية.

كما جرى ربط الأعمدة الحاملة للكاميرات بشبكة مراقبة مركزية تتوفر على إمكانيات التعرف التلقائي على الوجوه وقراءة لوحات العربات على غرار الأنظمة المعتمدة في عدد من المدن الكبرى بأوروبا -أمريكا وآسيا التي أثبتت فعاليتها في تقليص معدلات الجريمة وتسريع التدخلات الأمنية.
وعززت الرباط منظومتها الأمنية بإنشاء مركزين للقيادة وتحليل البيانات، مدعومين ببنية تحتية رقمية تعتمد الألياف البصرية وخوادم ذات قدرة معالجة عالية تتيح تحليل الفيديوهات في الزمن الحقيقي. كما تم نشر كاميرات بانورامية وأخرى طويلة المدى ومتغيرة الزوايا قادرة على العمل ليلا ونهارا وحتى في ظروف مناخية صعبة أو من مسافات بعيدة.
وتقوم الخوارزميات المدمجة بدراسة عدد من المؤشرات مثل السرعة-الاتجاه- الحجم -اللون وتكرار الحركة ما يسمح للنظام باكتشاف أي تصرف غير عادي أو سلوك مشبوه بسرعة تفوق المراقبة البشرية التقليدية ويوفر استجابة أكثر نجاعة وفعالية.
ويرى متابعون أن إدخال هذه التكنولوجيا المتقدمة يضع الرباط في مصاف المدن الذكية،لكنه يطرح في المقابل تحديات مرتبطة بحماية المعطيات الشخصية واحترام الخصوصية ما يستدعي تأطير استعمال هذه الأنظمة بقوانين واضحة وضمان استخدامها حصريا في إطار الأمن وحماية النظام العام وفق الضوابط القانونية المعمول بها.
وبإطلاق هذه المنظومة الذكية،تدخل الرباط مرحلة جديدة في تحديث أدوات المراقبة الحضريةوتعزيز الأمن الوقائي وتحسين سرعة التدخل بما ينسجم مع التحولات الرقمية الكبرى التي تعرفها المدن الحديثة ويعزز صورة العاصمة كمدينة آمنة ومواكبة لأحدث المعايير التكنولوجية العالمية.



