أخبارالرئيسيةثقافة و فن

ندوة “رقصة الأفعى.. الأبعاد والدلالات” تضفي بعدا فكريا على مهرجان إيقاعات الوناسة

نظمت فعاليات الدورة الأولى من المهرجان الوطني لفن إيقاعات الوناسة، الذي احتضنته جماعة سيدي دحمان بإقليم تارودانت يومي 26 و27 يوليوز الجاري، ندوة فكرية تمحورت حول موضوع “رقصة الأفعى: الأبعاد والدلالات”، أطرها الأكاديمي والباحث في التراث الدكتور المختار النواري.

هذه الندوة التي شكلت محطة بارزة وأساسية ضمن البرنامج الفكري للمهرجان، سلط الدكتور النواري خلالها الضوء على “رقصة الأفعى” باعتبارها تعبيرًا شعبيًا غنيًا بالإيحاءات الرمزية، ومكونًا فنيًا يُجسد عمق العلاقة بين الإنسان والطبيعة والبعد الطقوسي في الموروث الجماعي.

وكشف النواري، في مداخلته، أن رقصة الأفعى ليست مجرد فرجة شعبية محضة، بل هي طقس جمالي وروحي ضارب في التاريخ، ويعود إلى قرون من التقاليد الشفوية المتجذرة في المناطق القروية، مضيفًا أن هذه الرقصة تعبّر عن مفاهيم التحول والانبعاث والقوة الكامنة، وتندرج ضمن ما يُعرف بـ “التعبير الجسدي العلاجي” المرتبط بالذاكرة الجماعية.

وأكد النواري أن “جسد المؤدي، في رقصة الأفعى يتحول إلى لغة رمزية متكاملة، تنسجم فيها الإيقاعات مع الحركات في مشهد احتفالي يجمع بين البُعد الأسطوري والبُعد الفني”، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الرقص يشكل أحد تجليات الثقافة الإفريقية العميقة المتوغلة في الجنوب المغربي.

الندوة تميزت بتفاعل كبير ومنتج من طرف الحضور الوازن، من باحثين وفنانين ومهتمين بالشأن الثقافي، الذين ادلوا بدلوهم في الموضوع، كما اعتبروا هذه المبادرة الفكرية فرصة لإعادة الاعتبار للموروث غير المادي المحلي وتوثيق دلالاته المتعددة، وجعله موضوع تفكير وتحليل علميين.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button