أخبارإفريقياالعالم

أزمة فرنسا والجزائر.. “مرحبا بك في بلد الرفض”

في خطوة جديدة ضمن مسلسل الرفض المستمر، رفضت الجزائر مجدداً استقبال أحد مواطنيها المرحلين من فرنسا. هذا الموقف، الذي يعد بمثابة ضربة جديدة للوزير الفرنسي اليميني برونو روتايو، أضاف طبقة جديدة من التعقيد إلى علاقة دبلوماسية لا تفتقر إلى التوترات.

السلطات الجزائرية لم تكتفِ برفض إعادة أحد مواطنيها، بل تجاهلت بكل بساطة بطاقة هويته، دون أن تُكلف نفسها عناء تقديم تفسير مقنع، مما جعل الأمر يبدو وكأن الجزائر تملك لعبة دبلوماسية معقدة تُلعب على أرضية ساخنة من الاستفزازات. بالطبع، هذا الرفض لم يمر مرور الكرام في فرنسا، حيث صرح إيريك سيوتي، النائب البرلماني اليميني المتشدد، قائلاً: “هذه فضيحة جديدة وإذلال من قبل الدولة الجزائرية المارقة”. يبدو أن الجزائر ليست مجرد “دولة مارقة”، بل هي قوة عظمى في فنون الرفض، وكل شيء حولها يبدو محاطاً بذراعيها المتقاطعتين.

لكن، لا تدعونا ننسى “المناخ الضار” الذي صرح به الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون. ففي مقابلة مع صحيفة “لوبينيون”، عبّر تبون عن أسفه لهذا الجو الساخر بين الجزائر وفرنسا. ربما كان يتمنى أن تكون فرنسا أكثر ليونة، ولكن على ما يبدو، الجزائر مستمرة في سياسة “دبلوماسية الرفض”، ولا مجال للتراجع عن ذلك.

ومع تزايد القلق الفرنسي من فشل حكومة بلادهم في التعامل مع الجزائر، أظهر استطلاع للرأي نتائج مفاجئة. فقد أيد 81% من الفرنسيين تطبيق عقوبات اقتصادية على الجزائر حتى تقبل إعادة مواطنيها المرحلين. يبدو أن هذه النسبة من الفرنسيين متفقون تماماً على أن “الرفض الجزائري” بحاجة إلى علاج اقتصادي!و لو كانت العلاقات بين الجزائر وفرنسا تُدرَس في المدارس، لكان العنوان الأول في الكتب هو “فن الرفض: الجزائر تكتسح المعركة”. ولكن، ماذا بعد؟ هل سنشهد مزيداً من “المناخات الضارة” أم أن هناك فرصة للحوار؟ الوقت فقط هو من سيكشف لنا الإجابة.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button