Hot eventsأخبارأخبار سريعةالعالمجهات المملكةمجتمع

معرض الكتاب بالرباط.. باحثون وخبراء يقاربون الإرث الموسيقي المشترك بين اليهود والمسلمين

ابو محمد

استضاف الرواق المشترك بين مجلس الجالية المغربية بالخارج ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، ضمن فعاليات الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للكتاب والنشر بالرباط، امس الجمعة، ندوة مستديرة لمناقشة كتاب “الموسيقى والغناء في قلب التاريخ، اليهود والمسلمون في البلدان المغاربية” للمؤرخ الكندي كريستوفر سيلفر، الباحث في قسم الدراسات اليهودية بجامعة “ماك جيل”.

وقد استعرض الأكاديمي خالد بنصغير، مترجم الكتاب إلى اللغة العربية، في تقديمه للمؤلف، السياق العام لهذا العمل الذي يبرز تجربة العيش المشترك الفريدة في المغرب بين مختلف الأعراق، خاصة بين اليهود والمسلمين، وتقاسمهم تفاصيل الحياة اليومية.

وأشار بنصغير إلى أن الكتاب يتميز باعتماده ليس فقط على المصادر المكتوبة، بل أيضًا على المصادر الصوتية الغنية (برامج وأغانٍ وغيرها) التي جمعها كريستوفر سيلفر من مناطق مختلفة حول العالم، وهو ما اعتبره “نقطة قوة الكتاب” التي تمنح العمل عمقًا وصدقية أكبر.

من جانبه، أكد الباحث المتخصص في الموسيقى، أحمد عيدون، على أهمية الكتاب والمواضيع الحيوية التي يطرحها للنقاش. وأوضح أن العلاقة بين اليهود والمسلمين في المغرب تستدعي بالضرورة استحضار التراث المشترك الغني، باعتبار أن المغرب كان الحاضنة الأساسية للتراث الأندلسي، الذي انتقل عبر التناول والرواية الشفوية، مما استدعى ضرورة توثيقه والحفاظ عليه.

واستعرض عيدون العديد من مظاهر العمل الموسيقي المشترك بين الموسيقيين اليهود والمسلمين في المغرب وباقي دول المنطقة المغاربية، مؤكدًا أن التمازج والتعاون بين هاتين المجموعتين لم ينقطع في مختلف الأنماط الموسيقية، خاصة في التراث الموسيقي المشترك، مشددًا على أن الحفاظ على هذا الثراء والتبادل الثقافي هو ما يمنح قوة واستدامة للرصيد المشترك.

بدوره، سلط الفاعل في المجال الثقافي إبراهيم المزند الضوء على اهتمام المؤلف بتطور الصناعة الموسيقية وتسجيلاتها في المنطقة المغاربية وفرنسا. وأشار إلى أن كريستوفر سيلفر أوضح في كتابه كيف أصبحت الموسيقى وسيلة قوية للتعبير عن الذاكرة الجماعية، وتجسيد التعايش، وأداة للمقاومة في سياقات الاستعمار المختلفة.

وقال المزند إن “الكتاب يبرز شخصيات بارزة أثرت بشكل كبير في هذه الصناعة الموسيقية من مختلف الدول المغاربية، مما ساهم في انتشارها الواسع”، داعيًا إلى ضرورة التفكير في آليات مبتكرة لرقمنة هذا الرصيد الموسيقي الهام للحفاظ عليه وتيسير الوصول إليه.

من جهته، أعرب مؤلف الكتاب، كريستوفر سيلفر، عن سعادته بتقديم هذا العمل في المغرب، مؤكدًا أنه موجه بشكل أساسي إلى الجمهور المغربي لتعريفه بجزء هام من تاريخه الغني والمتنوع. وشدد على أنه “لا يوجد تاريخ بدون موسيقى، حتى وإن كان المؤرخون في كثير من الأحيان لا يعتبرون الموسيقى نصًا تاريخيًا بالمعنى التقليدي”.

وأضاف سيلفر أنه حاول في هذا الكتاب تقديم رواية تاريخية انطلاقًا من المنطقة المغاربية، لأن الموسيقى بالنسبة إليه لا تعترف بالحدود السياسية، وأنه من الصعب الاشتغال على موسيقى الآلة على سبيل المثال داخل حدود دولة واحدة، لأنها غالبًا ما تكون مشتركة بين مجموعة من الدول المتجاورة.

وفي كلمته الختامية، أكد رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، إدريس اليزمي، أن التاريخ الثقافي المغربي يتميز بمساهمة مهمة وآثار واضحة لمغاربة العالم في جميع الميادين الإبداعية، سواء في مجال الأغنية، أو الرواية، أو الفنون التشكيلية.

ودعا اليزمي إلى تعميق البحث والاشتغال في جميع هذه الميادين، والتفكير بشكل شامل حول مساهمات الجالية المغربية في الحداثة المغربية، وعدم حصر هذه المساهمات في الجانب الاقتصادي فقط، بل إبراز دورهم الفاعل في إثراء المشهد الثقافي والفني الوطني.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button