أخبارالرئيسيةفي الصميم

وجوه لا تستحق العودة..ولا حتى النظر إليها

بقلم الاستاذ: مولاي الحسن بنسيدي علي

من المثير للاستغراب أن نرى بعض السياسيين وقد تذكروا فجأة أهمية مواقع التواصل الاجتماعي، فسارعوا في الوقت بدل الضائع إلى تفعيل صفحاتهم على “الفايس بوك”، وكأنهم استيقظوا على وقع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية. فازدحمت الصفحات بتعليقات المتملقين، وأكثرهم في قرارة أنفسهم ساخطون، لكنهم يجاملون بصور وتعليقات جوفاء، يثنون فيها على “منجزات” لم يرَ منها المواطن شيئًا.

إنني أعرف عددًا من هؤلاء معرفة شخصية، ولم ألمس في أدائهم ما يخدم الصالح العام أو يساهم في تنمية دوائرهم. جلّ ما يمارسونه هو ملء الفراغ اليومي في مكاتبهم باحتساء الشاي وتبادل الأحاديث الفارغة.

أحدهم كان يأتي محملًا بكيس بلاستيكي يضم علب السردين والبيض المسلوق، يقضي يومه بين الأريكة وسيارة الجماعة المملوءة بكازوال المال العام، يقضي بها أغراضه الشخصية غير عابئ بالمسؤولية.

المؤلم أن من منحهم هذه المواقع وسوّقهم كخيار سياسي، يتحمل اليوم وزر ما آلت إليه الأوضاع: شباب تائهون، فرص ضائعة، وتهميش لحقوق الساكنة التي فقدت الثقة في كل من ادعى تمثيلها.

إن التفكير في إعادتهم إلى تدبير الشأن العام، هو ضرب من السذاجة السياسية. فلم تعد الثقة تُمنح إلا لمن يبرهن عليها بالفعل لا بالكلام.

فالأحزاب تآكلت مصداقيتها، والنقابات انحرفت عن دورها، إذ سكتت عن المطالبة بحقوق الشغيلة، وتجاهلت أوضاع المتقاعدين الذين باتوا خارج حسابات كل السياسات العمومية، واستُثنوا من أي زيادة في الأجور أو تحسين في ظروف العيش.

وها هو فاتح ماي يعود، لا كعيدٍ للعمال، بل كيوم باهت مفرغ من معناه، تردّد فيه الشعارات الجوفاء وتقرع الطبول النحاسية كطقس احتفالي لم يعد أحد يصدّقه… فيما الواقع يئن تحت ثقل الخذلان.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button