فضيحة جديدة تهز الجزائر.. حين يصبح كشف الحقيقة جريمة!

في واحدة من أكثر الفضائح المروعة التي تكشف حجم الاستبداد والانهيار الأخلاقي في مؤسسات الدولة الجزائرية تحت حكم العسكر، اهتز الرأي العام على وقع خبر اعتقال فلاح جزائري بسيط، لا لشيء سوى لأنه قرر أن يُبلغ الناس بحقيقة صادمة: عشرات رؤوس الأغنام المستوردة من أوروبا نفقت بسبب مرض معدٍ غير معروف، في ظل صمت رسمي مطبق وتعتيم إعلامي خانق.
القضية التي كان يفترض أن تتحول إلى تحقيق وزاري ومحاسبة للمسؤولين عن إدخال هذه الشحنة المشبوهة، تحولت بقدرة القمع إلى قضية أمن دولة، وانتهت باعتقال صاحب الفيديو من طرف مصلحة البحث والتحري التابعة للدرك الوطني، والزج به في المعتقل، وسط تقارير عن تعرضه للتنكيل والضغط النفسي هو وعائلته.
– فلاح بسيط، جريمة كبيرة!
إن الجريمة الحقيقية ليست في الفيديو، بل في استيراد أغنام مريضة يُفترض أن تذبح في عيد الأضحى المبارك، لتتحول فرحة العيد إلى كارثة صحية. لكن في الجزائر، تحت سلطة الجنرالات، لا يُحاسب من يستورد، بل من يفضح. الفلاح الذي قرر أن ينبه المواطنين لخطر صحي محدق، وجد نفسه هدفًا لماكينة القمع، ليؤكد مرة أخرى أن حرية التعبير في الجزائر لا تتعدى نسبة الصفر.
– السكوت الرسمي والتطبيل الإعلامي
كالعادة، الإعلام الرسمي لم يتحدث عن الخطر الصحي، بل ركّز على “القبض السريع على المتهم”، وكأنه إرهابي لا فلاح. لا حديث عن أسباب نفوق الأغنام، لا تعليق من وزارة الفلاحة، ولا توضيح من الجهات البيطرية، بل فقط اعتقال وتخوين وشيطنة، في مشهد يعكس حقيقة دولة تسوّق نفسها كواحة للاستقرار، وهي في الواقع تعاني من سرطان الفساد والتسلط.
الجنرالات، الذين ينهبون ثروات البلاد ويتركون الشعب يتخبط في أزمات الخبز والحليب والماء، لم يشبعوا بعد. يواصلون تحويل الجزائر إلى سجن كبير، يُمنع فيه حتى الحديث عن مرض الأغنام، في بلد أصبح فيه الإعلام أداة تزييف، والمؤسسات وسيلة قمع، والمواطن فريسة دائمة.
ما حدث للفلاح الجزائري يجب أن يُدين دوليًا، ويكشف وجه النظام الحقيقي. كما أنه دعوة لكل أحرار الجزائر، لرفض منطق القمع، والتواطؤ مع الفساد، وسكوت المؤسسات الرسمية عن الكوارث التي تهدد صحة المواطنين.
الجزائر، التي كانت يومًا منارة النضال، أصبحت اليوم تحت حكم العسكر مقبرة للحرية، وعدوًا للحقيقة.



