من بغداد إلى غزة: الموقف العربي يتجدد في كلمة المغرب ومصر

انطلقت أعمال القمة العربية الرابعة والثلاثين في العاصمة العراقية بغداد يوم 17 مايو 2025، وسط ظروف إقليمية دقيقة وتحديات غير مسبوقة تواجه العالم العربي، لا سيما مع تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة واستمرار الأزمات في عدة دول عربية.
وقد شهدت الجلسة الافتتاحية حضور عدد من القادة العرب، من أبرزهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة،ممثلا لجلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية.
كلمة المملكة المغربية
مثل المملكة المغربية في القمة وفد رسمي برئاسة السيد ناصر بوريطة الذي ألقى كلمة باسم جلالة الملك محمد السادس،عبر فيها عن مواقف المغرب الثابتة من أبرز القضايا العربية والإقليمية.وقد ركزت كلمة المملكة على المحاور التالية:
القضية الفلسطينية
جددت المملكة المغربية،بصفتها رئيسة لجنة القدس التأكيد على دعمها الثابت واللامشروط للشعب الفلسطيني ولحقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967،وعاصمتها القدس الشرقية.كما نددت المملكة بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة وطالبت بوقف فوري لإطلاق النار ووقف جميع أشكال الاستهداف والتجويع والتدمير ضد المدنيين.
رفض التهجير القسري
عبر الوزير بوريطة عن الرفض القاطع لأي محاولة لفرض سياسة الأمر الواقع أو تهجير الفلسطينيين من أراضيهم معتبرا أن أي حلول خارج إطار الشرعية الدولية لن تفضي إلى سلام عادل ودائم.
دعم الاستقرار العربي
أعلن الوزير المغربي عن قرار المملكة المغربية بإعادة فتح سفارتها في سوريا في خطوة ترمي إلى تعزيز العمل العربي المشترك ودعم وحدة واستقرار الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية.
دور العمل العربي المشترك
شدد بوريطة على أهمية توحيد الصفوف العربية وتجاوز الخلافات من أجل مواجهة التحديات الكبرى وضرورة تفعيل آليات العمل المشترك بشكل واقعي وفعال.
مشاركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
ألقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كلمة قوية خلال الجلسة الافتتاحية عكست موقف مصر الثابت من القضايا الإقليمية وجاءت في توقيت حساس يشهد تصعيدا خطيرا في الأراضي الفلسطينية.
أبرز ما ورد في كلمته
إدانة العدوان على غزة:وصف الرئيس السيسي الحرب على غزة بأنها انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني،داعيا إلى وقف فوري للعدوان والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع دون عوائق.
رفض التهجير القسري
أكد السيسي رفض مصر الكامل لأي مخطط يهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم،مشددا على أن هذا الأمر مرفوض شكلا وموضوعا .
الدعوة إلى إعادة الإعمار
دعا الرئيس المصري إلى تنظيم مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة فور وقف إطلاق النار،مع التأكيد على دور مصر المحوري في دعم جهود التهدئة وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
الحل السياسي
أكد السيسي أن السلام العادل لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال حل الدولتين وضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفقا للقرارات الدولية.إعلان بغدادفي ختام القمة،صدر “إعلان بغداد” الذي أكد على:
وقف فوري للحرب على غزة ورفض الاستهداف المباشر للمدنيين
- رفض التهجير القسري والنزوح واعتبار ذلك خرقا للقانون الدولي.
- دعم الخطة العربية والإسلامية لإعادة إعمار غزة. التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية كقضية العرب الأولى.
- دعم وحدة الدول العربية ورفض التدخلات الخارجية في شؤونها.
عكست مواقف المملكة المغربية ومصر خلال القمة العربية الرابعة والثلاثين ببغداد حرصهما المشترك على نصرة القضايا العادلة في العالم العربي وفي مقدمتها القضية الفلسطينية،إلى جانب تأكيدهما على أهمية التضامن العربي وتعزيز آليات التعاون المشترك لمواجهة التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية.
وقد شكلت القمة مناسبة لتجديد التزام الدول العربية بمبادئ الوحدة والسيادة ورفض التدخلات في خطوة مهمة نحو استعادة الدور العربي الفاعل على الساحة الدولية.



