أخبارالرئيسيةصحافة وإعلام

فاس تحتفي بالإعلامية الزلاغي في“أغلى أم” يكشف عن التحديات المزدوجة للإعلامية المغربية

فاس- الحدث الافريقي

شهدت مدينة فاس، الأربعاء 15 ماي الجاري، تنظيم الدورة السابعة من حفل “أغلى أم”، الذي استضافته مديرة نشر مجلة “الفاسية تيفي”، الزميلة ربيعة المنصوري، وسط حضور لافت لشخصيات من الوسط الإعلامي والجمعوي، يتقدمهم أعضاء من الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بجهة فاس مكناس.

الاعلامية بين مطرقة المهنة وسندان الحياة الأسرية

غير أن هذه الدورة من الحفل لم تكن مجرد لحظة للاحتفال أو التتويج الرمزي، بل جاءت لتعكس واقعًا معقدًا تعيشه العديد من النساء العاملات في قطاع الإعلام، بين مطرقة المهنة وسندان الحياة الأسرية. وقد تجسد ذلك بوضوح في لحظة تكريم الصحفية حنان الزلاغي، التي تشغل منصب مديرة التواصل في المكتب التنفيذي للفيدرالية المغربية لناشري الصحف.

الزلاغي بين الالتزامات المهنيةوالمتطلبات العائلية

رئيس وأعضاء من فيدرالية الناشرين بمكناس يحيطون بالمكرمة الاعلامية حنان الزلاغي

الزلاغي، التي تتحمل مسؤوليات مهنية مهمة، تمثل نموذجًا لما تواجهه الصحفيات المغربيات من ضغوط يومية تجمع بين الالتزامات المهنية الصارمة والمتطلبات العائلية المتواصلة، في غياب سياسات مؤسساتية واضحة لتمكين المرأة داخل المقاولات الإعلامية، أو حتى توفير فضاءات حاضنة للمواءمة بين العمل والأسرة.

تكريم حنان الزلاغي، في هذا السياق، لم يكن فقط احتفاءً فرديًا بمسار شخصي متميز، بل كشف أيضًا عن فجوة مستمرة في مشهد الإعلام الوطني، حيث لا تزال النماذج النسائية البارزة تُقدّم غالبًا كاستثناءات، بدل أن تكون انعكاسًا لواقع منصف وهيكلي داخل القطاع.

أسئلة جوهرية

وفي الوقت الذي يشيد فيه العديدون بمثل هذه المبادرات الرمزية، يطرح آخرون أسئلة جوهرية حول ما إذا كان الاعتراف العمومي كافيًا دون مواكبته بإصلاحات عملية داخل المؤسسات الصحفية، تضمن حقوق المرأة العاملة وتكرّس ثقافة المساواة داخل الفضاءات المهنية.

الحدث، رغم رمزيته، أعاد النقاش حول مكانة المرأة في الإعلام، ليس فقط من زاوية الإنجاز الفردي، بل من منظور السياسات العامة، وضرورة إعادة هيكلة المشهد الإعلامي ليصبح أكثر احتضانًا للتنوع، وأكثر استجابة لاحتياجات المرأة الصحفية، التي تخوض يوميًا معارك مزدوجة في التحرير والبيت.

محطة فاس دقّت جرس إنذار صامت

وتبقى لحظة فاس محطة مهمة، ليس لأنها كرّمت أمًّا صحفية فقط، بل لأنها دقّت جرس إنذار صامت، مفاده أن التقدير الحقيقي للمرأة الإعلامية لا يبدأ على المنصات، بل في تفاصيل يومها المهني، وفي القوانين التي تحميها، وفي الاعتراف غير المشروط بدورها الحيوي في صناعة الرأي العام.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button