أخبارالرئيسيةجهات المملكة

الجامعة المغربية : استمرارية العطاء رغم التحديات

بقلم/ د. ياسين زغلول(رئيس جامعة محمد الأول.وجدة )

إن محاولات تشويه سمعة الجامعة المغربية، سواء من خلال قضية بيع الشواهد الجامعية أو غيرها من القضايا التي أثيرت سابقا كـ”الجنس مقابل النقط”، غالباً ما تأتي في سياقات قد تخدم أجندات معينة.

فالجامعة المغربية، كمؤسسة وطنية، قد تتعرض أحياناً لاستهداف من جهات مختلفة، أو تقحم في صراعات سياسية لا علاقة لها بجوهر رسالتها الأكاديمية.

لكن يجب أن ندرك جميعاً أن الفساد، إن وجد، هو سلوك فردي يتعلق بأشخاص، وليس سمة تميز مؤسسة بأكملها.إن الجامعة المغربية، رغم التحديات التي تواجهها، أهمها محدودية إمكانياتها، تظل رمزاً للتميز والإبداع.

وبلغة الأرقام التي تعكس هذا التميز، نجد أنه في العام الجامعي الماضي فقط، أصدرت الجامعات المغربية 18447 منشوراً علمياً محكماً ومصنفاً في قاعدة Scopus. فيما تخرج من الجامعة المغربية 4334 دكتوراً، وتم تسجيل 45214 طالبا باحثا في سلك الدكتوراه.

كما سجلت، خلال الموسم ذاته، 171 براءة اختراع في حقول معرفية متنوعة، وشاركت الجامعة عبر باحثيها، في أكثر من 200 مشروع بحثي دولي في الموسم الحالي 2025-2024، بما في ذلك مشاريع رائدة في الذكاء الاصطناعي وعلوم الذرة وعلوم الفضاء وغيرها .

هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل شهادة حق على التزام الجامعة المغربية بتعزيز المعرفة والابتكار وخدمة المسار التنموي ببلادنا.أماً على صعيد التصنيفات الدولية، فقد احتلت الجامعة المغربية مراكز متقدمة وبشكل متواصل، حيث دخلت جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء تصنيف شنغهاي لأفضل 1000 جامعة عالمياً في 2024، واحتل المغرب المركز 66 في المؤشر العالمي للابتكار للعام نفسه.

في السياق ذاته، حققت جامعة محمد الأول بوجدة إنجازا مميزا بتموقعها في المركز الأول على المستوى الوطني والمرتبة 21 على صعيد القارة الإفريقية، في تصنيف حديث صادر عن “مؤشر نيتشر” المتعلق بإنتاج الأبحاث عالية الجودة. وعلى الصعيد العالمي، احتلت جامعة محمد الأول المرتبة 2117 من أصل قرابة 8400 مؤسسة تعليمية وجامعية شملها التصنيف.

أود أن أذكّر في هذا الإطار، أن هذه الإنجازات تحققت رغم الإمكانيات المحدودة للجامعة المغربية مقارنة بالدول المتقدمة، مما يبرز قدرة الجامعة المغربية على المنافسة عالمياً وقاريا. ولا يمكننا أن ننسى أن مليون و41 ألف طالب يدرسون في جامعاتنا، بينهم 27100 طالبا دوليا، وأن خريجي الجامعة المغربية يتولون مسؤوليات كبيرة ومناصب قيادية في دول عدة أوروبية وأمريكية وآسوية…

في ختام هذا المقال، أوجه دعوة صادقة إلى المدونين، ووسائل الإعلام، والمواطنين بشكل عام، لدعم الجامعة المغربية وإبراز إنجازاتها، بدلاً من التركيز على حالات فردية استثنائية والعمل على تهويلها. فلنعمل جميعاً على حماية هذه المؤسسة وتعزيز دورها كمحرك للتنمية والتقدم، بعيداً عن التشويه أو التعميم. الجامعة المغربية تستحق منا الثقة والدعم، لأنها صوت العقل والمعرفة في مجتمعنا .

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button