من ثانوية إلى مول؟ لغز عقار تعليمي وسط الرباط يثير جدلا حول تفويت “إعدادية المحيط

في قلب العاصمة الرباط وفي موقع استراتيجي لا يقدر بثمن،تفجر جدل واسع بعد الشروع في هدم “ثانوية عثمان جوريو الإعدادية”المعروفة قديما بـ”إعدادية المحيط”.ذلك الهدم أثار موجة تساؤلات شعبية ونقاشا سياسيا حول مصير هذا العقار العمومي،الذي يعتقد على نطاق واسع أنه في طريقه للتحول إلى مركز تجاري فاخر وسط تساؤلات حول الشفافية ومشروعية التفويت.
الوزير يوضح: “العقار وضع رهن إشارة أكاديمية المملكة منذ 2019”
في رده على سؤال كتابي وجهته النائبة البرلمانية عن حزب التقدم والاشتراكية نادية تهامي،أكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة محمد سعد برادة، أن إغلاق المؤسسة تم خلال الموسم الدراسي 2018-2019 وذلك بسبب انخفاض عدد التلاميذ بشكل كبير. وأضاف الوزير أن القرار استند إلى محضر صادر عن اللجنة الجهوية للخريطة المدرسية بتاريخ 12 فبراير 2018 وأن التلاميذ المتبقين تم تحويلهم إلى مؤسسة ابن خلدون الإعدادية المجاورة.br وأوضح المسؤول الحكومي أن العقار تم تخصيصه لأكاديمية المملكة المغربية بموجب مراسلة رسمية صدرت في أبريل 2018،وتم تسليم مفاتيحه فعليا في مارس 2019.كما شدد الوزير على أن الوزارة لم تعارض تخصيص العقار،شرط احترام المساطر القانونية والتنسيق مع مديرية أملاك الدولة التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية.
القضية لم تعد مجرد هدم لبناية تعليمية قديمة،بل تحولت إلى نقاش وطني حول كيفية إدارة العقارات العمومية ومدى توافق هذه التدابير مع مبدأ الحكامة والشفافية،خاصة عندما تحول المؤسسات التربوية إلى مشاريع استثمارية في قلب العاصمة.
هل نحن أمام بداية نزيف للعقارات التعليمية العمومية تحت غطاء “إعادة التوظيف”؟
هل تحولت مدارس الأحياء إلى كنوز عقارية في نظر بعض الفاعلين؟
أين تتقاطع المصلحة العامة مع المصالح الاقتصادية؟
أسئلة كثيرة تظل بلا أجوبة رسمية واضحة،في وقت تتواصل فيه عمليات الهدم ويتابع الرأي العام عن كثب فصول هذه القصة التي قد تشكل سابقة في تدبير أملاك التعليم في المدن الكبرى.



