….غياب في العيد

بقلم: مولاي الحسن بنسيدي علي
كل شيء في مكانه
الساقية والنخلة
وشجرة الخروب
لا شيء تغير يا أبي
جاء العيد السعيد
والأهل والأحباب
والجميع يسألني عنك
أرى في وجهوهم أنت
لعلك تطرق الباب
أتعلق بأطرافك
أشتم ريحك العطر
أراك طيفا وفيه أنادي
يا أعز من روحي
وما في الكون أنت
يا أبي
عاد العيد والوجوه
والناس
ولم تعد أنت
كل مَن في العيد يبتسم يا أبي
إلا أنا وإخوتي الصغار
نداري دموعنا
ندسها بين راحاتنا
لا شيء أجمل من وجودك
يا أبي
لا العيد ولا الفرحة
إلا بك ..
تيمني الشوق
أضناني فراقك
حين أتى العيد
بت ليلي أتهجد سورة يسين
أبتهل لمولاي
ارحم أبي يا ربي
…
وبعد عقد ويزيد
جاء العيد
بنعي جديد
انفطم الوليد
اشتاق لثدي أمه
لرشفة من حليب
وحنينه لكلمة ماما شديد
وفي يوم العيد
ناحت الكائنات
وعلى الخد دمعة
فلا الشواء ولا القديد
ولا بهجة العيد فرحة
…
أقولها
وقد ألفتها
كتبتها قصيدة
عزفتها ..غنيتها
وحين غابت ..
لم أنسها
أنا بضعتها
بعض منها
حين لفها الكفن
في يوم العيد
رافقني طيبها
أستنشقه أريجا
في صباحي
في مسائي
أقف على قبرها
أرويه دموعا
ودعاء
“اللهم ارحم أبي وأمي كما ربياني صغيرا
ومضت سنون العمر
وعادت دميمة الدهر تزاور بيتي
فتكبر فجيعتي..
فيا دمعة ما الذي حركك
فتبللت من فيضك لحيتي
أحرقت وجنتي
اعتصر الفؤاد
ونز الدم من مقلتي
ما أقسى نعي أخواني
يغيبهم الموت
وأنا في غربتي
يرحلون في صمت
من غير وداع ولا قبل
فتزيد محنتي
لمن أقرأ تراتيلي
ولمن أهدي ألحاني
من يسمع قصائدي
يمسح دمعتي
من يهديني بعدهم
ورد الصباح
ودعاء الفجر
بالٱيات
كنت أنا وهم
كجياد رهان
يا توائم روحي
يا بعضا مني
وأنتم في رقيقاتي
اشتعلت القصيدة في
وذابت في حلقي كلماتي
اعتصر الفؤاد
وزادت ٱهاتي
بعد رحيلكم يا إخوتي
انكسر ظهري
وأنا لم أعد أنا
لا أملك غير حروف
فيا رب الأرض والسموات
تقبل دعواتي
وِرْد بعد صلاتي
أسكنهم جميعا
فسيح الجنات
وألبسهم من شٱبيب الرحمات



