تصعيد متواصل في حرب الظلال: إسرائيل توسع هجماتها وإيران ترد وترامب يلوح بـ”النصر”

شهدت الساعات الماضية تصعيداً جديداً في المواجهة المستمرة بين إسرائيل وإيران، مع تزايد وتيرة الهجمات المتبادلة، وتداعياتها الإنسانية، وتصريحات دولية متضاربة، لاسيما من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

– غارات إسرائيلية أوسع، وإيران ترد بصواريخ “استثنائية”
أعرب الرئيس الفرنسي ماكرون عن قلقه من “تزايد استهداف إسرائيل مواقع لا صلة لها ببرنامج إيران النووي والصاروخي”، مما يشير إلى توسع نطاق الضربات الإسرائيلية. في المقابل، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤول أمني أن “الصاروخ الإيراني الأخير كان استثنائياً من حيث النوع والوزن وكمية متفجراته”، في إشارة محتملة إلى استخدام صواريخ “سجيل” بعيدة المدى، التي أعلن الحرس الثوري الإيراني في وقت سابق عن استخدامها.

وشهدت طهران دوي انفجارات وتفعيلاً كثيفاً لمنظومات الدفاع الجوي، بينما أعلنت الشرطة الإيرانية عن إصابة عدد من عناصرها إثر استهداف “الكيان الصهيوني” مبانٍ على أطراف مقر قيادة الشرطة في طهران.

– تداعيات إنسانية ومخاوف أمنية في إسرائيل وغزة
تتواصل التداعيات الإنسانية للنزاع في غزة، حيث نشرت مشاهد قاسية لموقع مجزرة إسرائيلية شمال غرب القطاع، حيث “أعدمت قوات الاحتلال عشرات الفلسطينيين أثناء محاولتهم الوصول للمساعدات، ودمّرت شاحنة المساعدات”. وقد تم انتشال 15 جثماناً، بينما لا يزال نحو 20 آخرين تحت الركام. كما استمر القصف المدفعي شرق حي التفاح وجباليا البلد.

في إسرائيل، أفادت القناة 12 العبرية أن 2000 عائلة إسرائيلية باتت دون مأوى بسبب هدم بيوتها جراء القصف الإيراني. وتلقى عدد من أعضاء الكنيست مكالمات تهديد من إيرانيين، مما يعكس تصاعد الضغط النفسي والأمني. كما أُصيب مقاتل احتياط بجروح خطيرة في معارك جنوب قطاع غزة. صحيفة كالكاليست العبرية نقلت عن مالكي السلاسل التجارية الكبرى في إسرائيل تلويحهم بخيارين قاسيين: إعادة فتح المتاجر رغم المخاطر أو تسريح الموظفين، في ظل غياب توجيهات حكومية.

– الولايات المتحدة: إجلاء دبلوماسيين وترامب يلوح بالمفاوضات
وسط هذا التصعيد، بدأت الولايات المتحدة بإجلاء بعض موظفي السفارة الأمريكية وأفراد عائلاتهم من إسرائيل بطائرة عسكرية، وفقاً لـ “سي إن إن”.

من جانبه، أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات مثيرة للجدل، حيث أعلن أن “إسرائيل تحقق الانتصار في حربها ضد إيران”، ولوّح بإمكانية عقد اجتماع مع إيران قائلاً: “إيران تريد الاجتماع معنا وقد نفعل ذلك”. وعن خطة ما بعد سقوط النظام الإيراني، قال ترامب: “لدينا خطة بشأن كل شيء لكن علينا أن ننتظر ما سيحدث”. كما أشار إلى اجتماع “غرفة الطوارئ في البيت الأبيض” الذي انتهى لاحقاً دون بيان رسمي. وأضاف ترامب: “لا أريد القتال لكن الخيار ينحصر بين القتال أو حصول إيران على أسلحة نووية”، معتبراً أن إيران “كانت قريبة من إبرام اتفاق نووي جيد” سابقاً.

وفي تطور لاحق، أفاد مسؤول كبير في وزارة الخارجية الإيرانية لصحيفة نيويورك تايمز أن “قد توافق إيران على طلب ترامب بالاجتماع قريباً لمناقشة وقف إطلاق النار مع إسرائيل”، مما يفتح الباب أمام إمكانية حل دبلوماسي بعد مرحلة من التصعيد العسكري غير المسبوق.

– رسالة من “الإخوان المسلمون” لإيران وفشل اغتيال إسرائيلي
في سياق متصل، وجهت جماعة “الإخوان المسلمون” رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني، أكدت فيها أن “عدونا واحد، وهو العدو الإسرائيلي”، داعية إلى “وحدة الأمة الإسلامية” وتوحيد الجهود “في رؤية استراتيجية شاملة تضبط بوصلة الأمة نحو عدوها الحقيقي، وتتجاوز آثار وأخطاء السنوات الماضية”.

على الصعيد الأمني الإسرائيلي، أفادت هيئة البث الإسرائيلي بـ “فشل اغتيال رئيس أركان الحرب شادماني”. وفي الضفة الغربية، استهدف مقاومون قوات الاحتلال بقنابل محلية الصنع في قرية رمانة غرب جنين.