دخول أطراف دولية على الخط بين إيران وإسرائيل وتداعياتها على غزة والضفة الغربية

يشهد الشرق الأوسط تصعيدًا متسارعًا وغير مسبوق، حيث تتبادل كل من إيران وإسرائيل الضربات العسكرية والاتهامات في المحافل الدولية، وسط مخاوف متزايدة من انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة. تأتي هذه التطورات بينما تعزز الولايات المتحدة وجودها العسكري في المنطقة، وتتواصل الجهود الدبلوماسية لاحتواء الأزمة.
– تصعيد عسكري وميداني
أفادت مصادر إعلامية إيرانية بوقوع عدة انفجارات في محافظتي خوزستان وشيراز جنوب وغرب إيران، مع تفعيل الدفاعات الجوية الإيرانية للتصدي “لأهداف معادية”. من جهتها، أعلنت السلطات الإيرانية عن إسقاط مسيّرة إسرائيلية متطورة في محافظة إيلام غربي البلاد.
في المقابل، أكد إعلام إسرائيلي أن 45 مصابًا سقطوا في حيفا جراء “الرشقة الصاروخية الإيرانية الأخيرة” التي استهدفت المدينة. وأفاد رئيس الأركان الإسرائيلي بأن الجيش “دمر نحو نصف منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية”، وأن “أيامًا صعبة لا تزال تنتظرنا” مع استمرار المعركة التي ستنتهي بـ”انتصارنا”.
يأتي هذا التصعيد في ظل تحركات عسكرية إسرائيلية واسعة، حيث أشار مندوب العراق في مجلس الأمن إلى أن “50 طائرة إسرائيلية اخترقت أجواءنا اليوم وضربت إيران”، محذرًا من تحول المنطقة إلى “ساحة صراع شامل”.
– تداعيات على غزة والضفة الغربية
لم تنفصل تطورات الصراع الإيراني الإسرائيلي عن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية. فقد أشارت مصادر طبية إلى ارتفاع عدد الشهداء في غزة إلى 70 في القصف الإسرائيلي، بينهم 25 من منتظري المساعدات، و7 شهداء آخرين قرب دوار درابية في حي النصر. كما أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بإصابة رجل (40 عامًا) برصاص الاحتلال خلال اعتداء مستوطنين على بلدة بيتا جنوب نابلس، فيما وسعت قوات الاحتلال عملياتها العسكرية في الضفة الغربية، مداهمة منازل في بلدة عقابا.
– مواقف دولية متباينة وجهود دبلوماسية معقدة
شهد مجلس الأمن الدولي تبادلًا حادًا للاتهامات. ندد مندوب الصين بـ”أعمال إسرائيل المناقضة للقانون الدولي والتي تنتهك سيادة إيران”. فيما دعا شيخ الأزهر، أحمد الطيب، المجتمع الدولي لوقف “عدوان الكيان المحتل على الجمهورية الإسلامية الإيرانية”، محذرًا من “حرب شاملة لا رابح فيها إلا تجار الدماء والسلاح”.
من جهته، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن بلاده “لا تسعى للوساطة بين إيران وإسرائيل بل تقدم أفكارًا ومقترحات لتسوية النزاع”، مشددًا على أنه “لا يمكن ضمان أمن بلد على حساب أمن بلد آخر”. وأعرب عن قلقه من أن العالم يتجه نحو “حرب عالمية ثالثة”.
في المقابل، أكد مندوب إسرائيل لدى مجلس الأمن أن بلاده “لن تتوقف قبل إزالة تهديد إيران النووي”، مشددًا على أن “هذه ليست معركة إسرائيل وحدها”. وشدد نتنياهو على أن هدف إسرائيل هو “تدمير برنامج إيران النووي”، وأن لديها “القدرات اللازمة”، مدعيًا أن إيران تتوفر على 28 ألف صاروخ وتحاول تطوير قنابل نووية. وزير الخارجية الإسرائيلي أضاف: “لو تأخرنا في الهجوم على إيران لحصلت على سلاح نووي ولن نتوقف حتى تحقيق أهدافنا”.
في محاولة لتهدئة الأوضاع، أكد وزير الخارجية الفرنسي أن “العمليات العسكرية لا يمكنها حل مشاكل إيران الأمنية” ودعا إلى “حلول جذرية لبرنامج إيران النووي”، معربًا عن اعتقاده أن “إيران تمثل تهديدًا للأمن الأوروبي”. وشدد على أهمية المبادرة الدبلوماسية في جنيف، مؤكداً استعداد الجانب الإيراني لمواصلة النقاش.
– مخاوف من استنفاد الدفاعات وتعزيز الوجود الأمريكي
حذر مسؤول أمريكي لـ”وول ستريت جورنال” من أن إسرائيل “تخاطر باستنفاد مخزونها من صواريخ آرو 3 إذا واصلت إيران إطلاق صواريخ”. وفي مؤشر على تصاعد التوتر، أفادت “فوكس نيوز” عن مسؤول أمريكي بأن مجموعة حاملة الطائرات يو إس إس نيميتز ستصل إلى الشرق الأوسط نهاية الأسبوع، بالإضافة إلى وصول مدمرة أمريكية إلى شرق المتوسط لتنضم إلى 3 بالمنطقة و2 بالبحر الأحمر.
في ظل هذه الأجواء المتوترة، أعلنت وزارة الدفاع الألمانية عن إجلاء 64 من مواطنيها من إسرائيل، فيما قررت الخارجية الأيرلندية نقل موظفي سفارتها مؤقتًا من طهران. هذه التحركات تعكس القلق الدولي المتزايد من تداعيات هذا التصعيد.



