المغرب يطلق مركز بيانات الذكاء الاصطناعي السيادي بدعم Naver و Nvidia

الحدث الافريقي-smiatech
شهد المغرب الإعلان عن إطلاق مشروع استراتيجي ضخم لإنشاء مركز بيانات فائق التطور مخصص للذكاء الاصطناعي. يقود هذا المشروع تحالف دولي يضم العملاق الكوري الجنوبي Naver، بالتعاون مع Nvidia، الرائدة عالميًا في معالجات الحوسبة الذكية، بالإضافة إلى Nexus Core Systems، المتخصصة في البنى التحتية الرقمية، وLloyd Capital، إحدى كبرى شركات الاستثمار في العالم.
– المغرب يبني مركز بيانات الذكاء الاصطناعي السيادي: 500 ميجاوات وطاقة متجددة
سيبدأ تنفيذ هذا المشروع على مراحل اعتبارًا من الربع الأخير من عام 2025. المرحلة الأولى ستشمل سعة 40 ميجاوات، مجهزة بأحدث تقنيات Nvidia، بما في ذلك رقائق Blackwell (GB200) المخصصة للذكاء الاصطناعي، مما سيجعل هذا المركز من بين الأكثر كفاءة عالميًا. الهدف النهائي هو الوصول إلى سعة تشغيلية تبلغ 500 ميجاوات، وهو ما سيجعله أحد أكبر مراكز البيانات في العالم.
ما يميز هذا المشروع ليس فقط حجمه الهائل، بل طابعه “السيادي” بشكل خاص. سيتم بناء المركز وتشغيله وفقًا للقوانين المحلية لإدارة البيانات، مما يعزز السيادة الرقمية للمغرب ويجعله أحد الدول القليلة التي تمتلك مركزًا سياديًا للذكاء الاصطناعي.
– المغرب: بوابة رقمية تربط إفريقيا وأوروبا
لم يكن اختيار المغرب لهذا المشروع اعتباطيًا. بفضل موقعه الجغرافي الاستراتيجي، على بعد 15 كيلومترًا فقط من أوروبا، وارتباطه بالعديد من الكابلات البحرية للألياف الضوئية، يتمتع المغرب بميزة تنافسية كمركز رقمي يربط إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط. يسمح هذا الموقع بزمن استجابة منخفض للغاية، وهو أمر حيوي لبيئات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.
– الذكاء الاصطناعي الأخضر: شراكة مع “طاقة” للطاقة المتجددة بنسبة 100%
حرص التحالف على دمج البعد المستدام في المشروع، حيث تم إبرام اتفاقية طاقة استراتيجية مع TAQA، اللاعب الرئيسي في مجال الطاقة المتجددة بالإمارات العربية المتحدة، لتزويد المركز بالكامل بالطاقات الخضراء. وبذلك، يصبح هذا المشروع نموذجًا عالميًا للذكاء الاصطناعي الأخضر، بما يتماشى مع استراتيجية المغرب للتحول الطاقي.
– تأثير مركز بيانات الذكاء الاصطناعي على المغرب: نمو تكنولوجي وسيادة رقمية
سيحمل هذا المشروع تأثيرًا تكنولوجيًا عميقًا على المغرب، مما يعزز مكانته الإقليمية والعالمية:
تحويل البنى التحتية الرقمية: سينتقل المغرب من مجرد مستهلك إلى مزود لخدمات الذكاء الاصطناعي عالمية المستوى.
خلق فرص عمل عالية الكفاءة: ستتوفر آلاف الوظائف المتخصصة في مجالات حيوية مثل الأمن السيبراني، وتحليل البيانات، وهندسة الشبكات، وغيرها.
جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة: سيحفز هذا المشروع استثمارات إضافية في القطاعات التكميلية.
تعزيز السيادة الرقمية: سيقلل المغرب من اعتماده على مراكز البيانات الأجنبية ويتحكم في تدفقات بياناته.
ترسيخ دور المغرب على الصعيدين الإفريقي والعالمي: يمكن للبلاد أن تصبح المحور الرقمي للقارة وشريكًا استراتيجيًا للاتحاد الأوروبي في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني.
إذا تم إنجاز جميع المراحل بنجاح، يمكن للمغرب أن ينضم إلى قائمة أفضل 10 دول عالميًا التي تمتلك بنية تحتية سيادية للذكاء الاصطناعي. يفتح هذا المشروع الباب أمام المشاركة في التحالفات الدولية المعنية بالذكاء الاصطناعي، والأخلاقيات الرقمية، والتقنيات الاستراتيجية، ويعد خطوة مهمة نحو نموذج رقمي جديد تقوده القوى الناشئة من الجنوب، بالشراكة مع آسيا والشرق الأوسط.
المصدر:smiatech



