عين الحدث الإفريقي .. تحليل شامل لأبرز أخبار اليوم الاثنين30 يونيو 2025

في مشهد يعكس مكانة المغرب الدبلوماسية المتنامية، وصل رئيس الحكومة عزيز أخنوش إلى مدينة إشبيلية الإسبانية، ممثلًا لجلالة الملك محمد السادس في المؤتمر الدولي الرابع حول تمويل التنمية. مؤتمر استثنائي يسعى إلى إعادة صياغة النظام المالي العالمي، واستقطب أكثر من 70 رئيس دولة وحكومة وأزيد من 4000 مشارك، في محاولة جادة لسد عجز سنوي يقارب أربعة تريليونات دولار، وتقديم “التزام إشبيلية” الذي يطالب بتمثيل أفضل لبلدان الجنوب وزيادة قدرات الإقراض لمؤسسات التنمية.
ومن أروقة الدبلوماسية إلى نبض الأرض، حيث تتأهب المملكة لمواجهة موسم حرائق الغابات بإجراءات استباقية صارمة. فقد أعلنت الوكالة الوطنية للمياه والغابات عن خرائط تنبؤ دقيقة، حددت مناطق الخطورة القصوى في أربعة عشر إقليمًا، ضمنها طنجة أصيلة، وزان، العرائش، شفشاون، وتاونات، وذلك استنادًا لتحليل علمي يشمل نوعية الغطاء الغابوي والتوقعات المناخية.
وفي قلب الرباط، نجحت أجهزة الأمن المغربية بالتعاون مع الاستخبارات الفرنسية في إحباط مخطط إرهابي بالغ الخطورة، بعد توقيف شابة موالية لتنظيم “داعش”، تبلغ من العمر 21 سنة، كانت تستعد لتنفيذ هجوم يستهدف المس بالنظام العام، في عملية دقيقة تؤكد يقظة الأجهزة الأمنية المغربية.
أما اقتصاديًا، فأعلنت مديرية الدراسات والتوقعات المالية أن الرواج التجاري بالموانئ الوطنية تجاوز 60 مليون طن خلال الفصل الأول من 2025، مسجلًا نموًا يفوق 10%. فيما واصل الدرهم المغربي أداءه المستقر، مرتفعًا أمام الدولار بنسبة 0.5% ومتراجعًا أمام الأورو بـ0.4%، وسط سوق صرف هادئة دون إجراء أي عمليات مناقصة.
وفي مجال محاربة الغش، تستعد وزارة التربية الوطنية لاعتماد تقنية إلكترونية جديدة خلال الدورة الاستدراكية لامتحانات الباكالوريا، ترصد التواصل بين المترشحين داخل القاعات وخارجها عبر أجهزة محمولة، دعمًا لنزاهة الامتحانات.
ولحماية المواطنين ماليًا، كشفت الحكومة عن تعزيز آليات الرقابة المالية باستخدام أنظمة ذكاء اصطناعي ترصد العمليات غير العادية وتكشف مبكرًا عن الأنشطة الاحتيالية عبر المنصات الرقمية.
دوليًا، جدد الاتحاد الأوروبي موقفه الثابت بعدم الاعتراف بما يسمى “الجمهورية الصحراوية”، مؤكدًا أن لا الاتحاد ولا أي دولة عضو تعترف بهذا الكيان الوهمي، في رسالة قوية ترد على محاولات الاستغلال الإعلامي الانفصالية.
وفي القاهرة، جدد البرلمان العربي إشادته بالدور الريادي لجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، في الدفاع عن هوية المدينة المقدسة ودعم صمود أهلها، مسلطًا الضوء على جهود وكالة بيت مال القدس الشريف التابعة للجنة.
من جهة أخرى، تتعزز الشراكات الاستراتيجية للمملكة؛ حيث أكدت بريطانيا التزامها بتقوية علاقاتها مع المغرب باعتباره شريكًا تجاريًا واستثماريًا حيويًا، فيما وصفت رئيسة مجلس النواب الإسباني التعاون المغربي الإسباني بالنموذج المتقدم الذي يجمع بين إدارة تدفقات الهجرة والمصالح الاقتصادية.
وفي قلب إفريقيا، ثمنت وزيرة النقل بجمهورية الكونغو الدور المحوري للموانئ المغربية في ربط إفريقيا بالأسواق العالمية، مؤكدة أن المغرب بات منصة عبور حيوية للقارة.
وبينما يشيد العالم باستقرار المغرب السياسي وموقعه الاستراتيجي، يتواصل العمل داخليًا على مشاريع كبرى، منها مشروع سد “تاسة ويركان” بإقليم الحوز، الهادف لتعزيز السقي والحماية من الفيضانات، وتجنيب المناطق القروية مخاطر التقلبات المناخية.
وفي التحول الرقمي، أعلنت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي عن إعداد مشروع قانون شامل حول الرقمنة وحماية المعطيات، مؤكدة مفاوضات متقدمة مع شركاء أوروبيين لتمويل مشاريع الذكاء الاصطناعي، ما يعزز موقع المغرب كبوابة رقمية للقارة الإفريقية.
أما على صعيد الضرائب، فبدأت المديرية العامة للضرائب في تفعيل آليات جديدة لضبط هويات الملزمين بالضريبة على السكن والخدمات الجماعية، عبر تنسيق محكم مع وزارة الداخلية وهيئة الموثقين.
وفي أمن الحدود، أوقفت الشرطة القضائية بأكادير مواطنَين بريطانيَين بموجب مذكرات توقيف دولية صادرة عن سلطات بلادهما، في عملية أكدت مرة أخرى فعالية التعاون الأمني الدولي.
وفي ختام المشهد، يظل المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس نموذجًا متوازنًا بين التنمية الاقتصادية، اليقظة الأمنية، الحضور الدبلوماسي القوي، والدفاع عن القضايا العادلة، ليواصل كتابة فصول جديدة من الريادة على المستويين الإقليمي والدولي.



