المغرب: المملكة المتحدة تنسحب من مشروع الطاقة المتجددة

أعلن مسؤولون بريطانيون في قطاع الطاقة يوم الخميس الموافق 27 يونيو 2025 عن انسحاب المملكة المتحدة من مشروع Xlinks الطموح لنقل الطاقة المتجددة في المغرب عبر كابلات بحرية، متجهة نحو مشاريع أخرى تعتبر أقل خطورة وأكثر جدوى.
وقد صرحت وزارة أمن الطاقة البريطانية في بيان لها أنها لن تدعم بعد الآن المشروع الذي تبلغ تكلفته 33 مليار دولار بسبب “مستوى عالٍ من المخاطر الكامنة، المرتبطة بكل من التسليم والأمن”. هذا الانسحاب البريطاني من مشروع الطاقة يعكس المخاوف المتعلقة بالمخاطر الأمنية والتنفيذية.
– مشروع Xlinks: طموح المغرب وبريطانيا للطاقة المتجددة
تم الإعلان عن المشروع المغربي البريطاني للطاقة، المعروف باسم Xlinks، من قبل الشركة البريطانية في عام 2021. كان هذا المشروع جزءًا من جهود أكبر لإنشاء شبكة طاقة عالمية ونقل الطاقة من الأماكن ذات التكلفة المنخفضة للإنتاج إلى الأسواق ذات الطلب المرتفع. كانت Xlinks قد ذكرت أن المشروع سيوفر ما يعادل 8% من احتياجات بريطانيا الحالية من الكهرباء، أي ما يقرب من سبعة ملايين منزل.
وقال الوزير البريطاني مايكل شانكس في بيان: “توجد خيارات بديلة أقوى يجب أن نركز اهتمامنا عليها”، مشددًا على المخاطر الكامنة التي قد يتحملها دافعو الضرائب والمستهلكون بسبب هذا المشروع الضخم.
– توجه المملكة المتحدة نحو مصادر طاقة بديلة
تعتمد المملكة المتحدة بشكل كبير على الغاز الطبيعي لتلبية احتياجاتها من الطاقة، وتهدف إلى إنتاج كل طاقتها من مصادر متجددة بحلول عام 2030. وقد أغلقت آخر محطة تعمل بالفحم العام الماضي، وقدمت تمويلًا جزئيًا لمجموعة من مشاريع طاقة الرياح والطاقة الشمسية وتخزين الطاقة لمساعدتها في تحقيق هدفها الطموح.
تعتمد مشاريع البنية التحتية واسعة النطاق هذه عادةً على المساعدة الحكومية أو على أسعار ثابتة لكل ميغاواط/ساعة. وقد توصلت Xlinks إلى اتفاق سعر ثابت، وتلقت بالفعل قروضًا من مستثمرين مثل شركة توتال إنيرجيز الفرنسية وبنك التنمية مؤسسة تمويل إفريقيا.
– رد فعل Xlinks ومستقبل الطاقة النظيفة في شمال إفريقيا
صرح ديف لويس، رئيس مجلس إدارة Xlinks، في بيان أن الشركة ستواصل مشروعها على الرغم من قرار الحكومة. وقال: “لقد فوجئنا بشدة وشعرنا بخيبة أمل مريرة”، مؤكدًا أن الشركة تعتقد أن مشروعها سيوفر الكهرباء بأسعار أقل وبشكل أسرع من المقترحات الأخرى، بما في ذلك توسيع الطاقة النووية.
يعد مشروع Xlinks جزءًا من سلسلة من المشاريع التي تعكس كيفية اتجاه الدول الأوروبية نحو شمال إفريقيا للحصول على الطاقة النظيفة. يتم دراسة ما إذا كان إنتاج الطاقة المتجددة في ظل ظروف مثالية، بعيدًا عن الوطن، ثم شحنها، أقل تكلفة من إنتاجها في البلد نفسه.
– تقنيات النقل ومشاريع إقليمية أخرى
كان المشروع يخطط لنقل الكهرباء عبر ما يقرب من 4000 كيلومتر من الكابلات البحرية للطاقة المحمية بالبلاستيك والفولاذ، مع حد أدنى من فقدان الإرسال. وإذا تم إنجازه، فسيصبح أكبر ترابط من نوعه، على الرغم من أن شبكات كابلات بحرية أصغر تربط بالفعل المملكة المتحدة بالدول الأوروبية المجاورة.
وإلى جانب Xlinks، تهدف مشاريع نقل في تونس ومصر إلى ربط مزارع الطاقة الشمسية والرياح بإيطاليا واليونان، مما يؤكد الاهتمام المتزايد بالاستفادة من الإمكانات الهائلة لـ الطاقة النظيفة في شمال إفريقيا.



