#ترامبHot eventsأخبارأخبار سريعةإفريقياسياسة

هل يعيد ترامب رسم خارطة النفوذ الأمريكي في إفريقيا بقمة انتقائية؟

يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاستضافة أول قمة إفريقية أمريكية في عهده الجديد، تجمع خمسة فقط من قادة الدول الإفريقية في العاصمة واشنطن بين 9 و11 يوليو الجاري، وفق ما كشف عنه موقع “Africa Intelligence”. هذه الخطوة تحمل دلالات عديدة حول إستراتيجية أمريكية جديدة تجاه القارة السمراء، وسط تصاعد المنافسة الدولية عليها.

– أهداف القمة: أمن واقتصاد
تهدف هذه القمة “رفيعة المستوى” إلى مناقشة التحديات الأمنية الإقليمية وسبل تعزيز التعاون العسكري والاستخباراتي. كما ستبحث القمة فرص الشراكة الاقتصادية والاستثمارية التي توفرها القارة الإفريقية في مجالات حيوية مثل الطاقة، المعادن، والبنية التحتية، خصوصًا في ظل المنافسة المتزايدة من قوى عالمية كبرى مثل الصين وروسيا على النفوذ في إفريقيا.

– خمسة زعماء فقط: اختيار استراتيجي أم إقصاء؟
على خلاف القمم الإفريقية الأمريكية التقليدية التي كانت تجمع عشرات القادة، اقتصرت دعوات ترامب هذه المرة على خمسة رؤساء دول فقط، في ما يبدو أنه اختيار انتقائي يعكس أولويات استراتيجية أمريكية جديدة. يتعلق الأمر بكل من:

-باسيرو ديوماي فاي (رئيس جمهورية السنغال)
-جوزيف بواكاي (رئيس ليبيريا)
-بريس كلوتير أوليغي نغويما (رئيس الغابون)
-محمد ولد الشيخ الغزواني (رئيس موريتانيا)
-أومارو سيسوكو إمبالو (رئيس غينيا بيساو)

يرى متابعون أن هذه الدول الخمس تتموقع في مناطق جغرافية حساسة، أو تمتلك ثروات طبيعية مهمة، أو تُعد حلفاء محتملين في ملفات أمنية محورية مثل مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي وتعزيز الاستقرار الإقليمي في غرب القارة.https://youtu.be/C0F2QKmnxnk?si=FnLOZ9zHKQx06n2O

– رسائل سياسية ومصالح اقتصادية
يرى مراقبون أن هذه القمة، بالإضافة إلى بعدها الاستراتيجي، تشكل أيضاً رسالة سياسية قوية موجهة إلى الداخل الأمريكي. تبرز هذه الرسالة رغبة الرئيس ترامب في إعادة الزخم إلى الحضور الأمريكي في إفريقيا، وتعويض الفراغ الذي استغلته قوى مثل بكين وموسكو لتوسيع نفوذها.

كما يُتوقع أن يتم خلال القمة بحث اتفاقيات شراكة ثنائية تمنح امتيازات جديدة للشركات الأمريكية، خاصة في مشاريع البنية التحتية، الموارد الطبيعية، والخدمات الرقمية. تُعد هذه القطاعات محط طلب متزايد من الحكومات الإفريقية الباحثة عن تنمية مستدامة وشركاء أكثر مرونة.

– عودة أمريكية بقيادة مختلفة
إن عودة الرئيس دونالد ترامب لتنظيم قمة إفريقية أمريكية من موقعه كرئيس فعلي للولايات المتحدة ليست مجرد إجراء بروتوكولي، بل هي خطوة محسوبة في توقيت حساس دولياً. فالولايات المتحدة، التي تباطأ انخراطها في ملفات إفريقيا خلال السنوات الماضية، تسعى الآن إلى تدارك تأخرها الاستراتيجي ومنافسة خصومها على النفوذ في قارة أصبحت اليوم محط أنظار العالم.

وإذا كان الاقتصار على عدد محدود من القادة يعكس نجاعة تكتيكية في اختيار شركاء محددين، فإن هذه المقاربة قد تُفهم أيضاً على أنها إقصاء ضمني لباقي دول القارة، مما قد يثير تساؤلات حول مدى جدية واشنطن في بناء شراكة إفريقية شاملة.

في المقابل، تعول إدارة ترامب على حضور شخصي قوي ورسائل سياسية مباشرة لتأكيد أن أمريكا عادت إلى إفريقيا. إلا أن هذه العودة لن تُقاس بعدد الصور التذكارية أو البيانات المشتركة، بل بمدى جدية الالتزامات ومدى التزام واشنطن بشراكة قائمة على المصالح المتبادلة واحترام السيادة. فإفريقيا اليوم لم تعد كما كانت بالأمس: قارة تستقبل، بل قارة تفاوض وتختار وتضع الشروط.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button