أخبارالرئيسيةثقافة و فن

حين تسافر الروح.. ويبقى الجسد شاهداً

بقلم: رجاء التوبي – عاشقة للوطن

ثمّة لحظات… لا تشبه سواها.

لحظاتٌ يصبح فيها الجسد قشرةً فارغة؛

عيناه مفتوحتان،

قدماه ثابتتان،

لكنه في الحقيقة… خاوٍ.

لأن القلب قد رحل،

والروح انسلت كقطعة ضوء خلف من أحبّت.

يسير الجسد في الطرقات،

يبتسم للوجوه،

يتبادل الأحاديث… كأن شيئًا لم يكن.

لكن الحقيقة؟

هو مجرد ظلّ،

صَدَف فارغ،

أما الروح…

فهي مسافرة هناك،

حيث لا يراها أحد.

القلب مسافر…

حتى وإن ظل الجسد هنا،

فالمحب لا يقيم في المكان.

تلك اللحظة…

لا يفسّرها المنطق،

حين تسافر الروح،

ويُترك الجسد واقفًا.

يبدأ الحنين…

صمتٌ في الجسد،

وضجيج في الروح الهائمة.

يا له من سفرٍ غريب…

ذاك الذي لا يحتاج أقدامًا ولا حقائب،

ذاك السفر…

الذي يأخذك بلا وداع،

ويُبقي منك جسدًا في مقعد،

وقلبًا في سفر طويل…

لا عودة فيه.

وسافرت روحي معك،

وانتزعتني منّي،

تركتني جسدًا ساكنًا،

بلا نبض،

بلا ظل،

بلا معنى.

أراك هناك…

وأنا هنا،

صوتك هناك…

وأنا هنا،

خطايَ تتثاقل بين الناس،

لكن قلبي يعدو إليك كطفل خائف،

كل شيءٍ فيَّ يسير نحوك،

وأنا…

مجرد صدى.

كيف استطعت أن تأخذني معك…

دون أن تلمسني؟

كيف صرتَ موطني…

وأنا غريب في جسدي؟

الناس حولي يرونني،

يظنونني بخير،

يحسبونني معهم،

ولا أحد يعلم…

أن روحي مذ سافرت معك…

لم تعد.

أنا ظلّ…

يمشي في النهار،

ويذوب كل مساء…

فيك.

وهكذا،

يبقى الجسد واقفًا،

شاهداً صامتًاعلى الرحيل…

وعلى السفر…

الذي لا يُرى.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button