الدولار يتحدى التوقعات: مكاسب قوية تهز الأسواق العالمية

يواصل الدولار الأمريكي تحدي التوقعات السلبية، محافظًا على مكاسبه القوية اليوم الجمعة، مدعومًا بعوامل داخلية وخارجية قلبت موازين الأسواق العالمية. يأتي هذا الأداء اللافت بعد فترة عصيبة شهد فيها مؤشر الدولار أسوأ نصف عام له منذ عام 1973، ليطرح تساؤلات حول مساره المستقبلي وتأثيره على الاقتصادات الكبرى.
استقر مؤشر الدولار عند 97.056، ليحافظ على الارتفاع الذي حققه أمس بنسبة 0.4 بالمائة. وفي المقابل، ارتفع اليورو بنسبة 0.1 بالمائة ليصل إلى 1.1765 دولار، بينما تراجع الدولار أمام الين بنسبة 0.2 بالمائة ليستقر عند 144.69. ولم يشهد الجنيه الإسترليني تغييرًا يذكر، مستقرًا عند 1.36495 دولار.
يعود الفضل في هذا التعافي الأخير للدولار إلى عاملين رئيسيين: إقرار الكونغرس الأمريكي لمشروع قانون شامل للإنفاق وخفض الضرائب، والذي يُتوقع أن يعزز النمو الاقتصادي، بالإضافة إلى بيانات وظائف أمريكية قوية تجاوزت التوقعات، مما أدى إلى تأجيل توقعات خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. هذه العوامل مجتمعة أعطت دفعة قوية للعملة الخضراء، مغيرة بذلك المسار الهبوطي الذي ساد خلال الأشهر الماضية.
تأتي هذه التحولات في وقت حرج، حيث بدأت الولايات المتحدة اليوم في إرسال خطابات تحدد فيها معدلات الرسوم الجمركية على العديد من الدول. هذا الإجراء، الذي فرضه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أثار مخاوف واسعة بشأن حرب تجارية عالمية محتملة، لكن يبدو أن تأثيره على الدولار بدأ يتراجع نسبيًا في ظل البيانات الاقتصادية الإيجابية. تسعى كل من أوروبا واليابان جاهدتين لتفادي التصعيد، مما قد يفتح الباب أمام مفاوضات لتهدئة التوترات التجارية.
يبقى السؤال الأهم: هل سيستطيع الدولار الحفاظ على هذه المكاسب في مواجهة التحديات المستقبلية، خاصة مع استمرار المخاوف بشأن السياسات التجارية الأمريكية وتأثيرها على التجارة العالمية؟ الأيام القادمة ستكشف المزيد عن مصير العملة الأمريكية ومكانتها في الاقتصاد العالمي.



