Hot eventsأخبارصحافة وإعلام

عين الحدث الإفريقي | تحليل شامل لأبرز أخبار اليوم الاحد 06_07_2025

إعداد وتحرير: مصطفى بوريابة
مع إشراقة صباح هذا الأحد، نطلّ عليكم من جديد لنستعرض معًا أبرز ملامح المشهد الدبلوماسي، الاقتصادي، التنموي، والحقوقي في المغرب، في نشرة تليق ببداية نهاية أسبوع حافل بالحركة والأحداث.

نبدأ من قلب الملف الأقدم والأثقل، ملف الصحراء المغربية، حيث يبقى النقاش محتدمًا داخل أروقة اللجنة الرابعة للأمم المتحدة. أصوات حقوقيين وخبراء مغاربة ودوليين ترتفع لتؤكد أن إدراج النزاع ضمن قضايا تصفية الاستعمار لم يعد منسجمًا مع الواقع الميداني ولا مع القانون الدولي. الدعوات اليوم تتجه نحو مقاربة هجومية مغربية تُطالب الأمم المتحدة بتحمّل مسؤوليتها، ونقل الإشراف على التسوية بشكل حصري إلى مجلس الأمن، بما يواكب التحولات السياسية والدبلوماسية التي تحققت خلال العقد الأخير.

وبينما تسعى الرباط لتكريس هذا التحول، يطرح مراقبون فكرة نقل النقاش الأممي من الدفاع التقليدي إلى تقديم مقترح أكثر تفصيلا ووضوحًا حول الحكم الذاتي، باعتباره صيغة “لا غالب ولا مغلوب” تحظى بدعم متزايد من القوى الكبرى، وتفتح الباب لتسوية عملية.

وفي مقابل هذه الدينامية، يثير انتباهنا لجوء قناة “AL24news” الجزائرية إلى كتابة اسم “البوليساريو” بحروف متقطّعة لتجنّب رصد الخوارزميات، خطوة تعكس حالة حرج إعلامي ورهبة من تصاعد الدعوات الدولية لتصنيف الجبهة كتنظيم إرهابي، في ظل اتهامات متزايدة بصلاتها مع جماعات متطرفة تنشط في الساحل.

ومن الرباط، شهدت العاصمة المغربية لحظة دبلوماسية فارقة بافتتاح سفارة جمهورية الإكوادور، تتويجًا لقرارها التاريخي بقطع العلاقات مع “الجمهورية الصحراوية” الوهمية، ودعمًا لخيار المغرب في تعزيز شراكة جنوب-جنوب نموذجية، كما شدد الوزير ناصر بوريطة. حضور الإكوادور كأول تمثيلية دبلوماسية لها في المغرب العربي، لا يُترجم فقط إرادة التقارب بين كيتو والرباط، بل يجعل من المغرب جسرًا استراتيجيًا يربط أمريكا اللاتينية بالقارة الإفريقية.

وإلى ليبيريا، حيث جددت وزيرة خارجيتها التأكيد القوي على دعم الوحدة الترابية للمملكة ومبادرة الحكم الذاتي، مؤكدةً استمرار ليبيريا في هذا النهج داخل مجلس الأمن ابتداءً من 2026. مواقف دبلوماسية تؤكد الزخم الذي يقوده المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس لترسيخ الاعتراف الدولي بسيادته على صحرائه.

أما على صعيد الحقوق والحريات، فقد جدّد المغرب أمس أمام مجلس حقوق الإنسان بجنيف تأكيده على الأهمية المحورية للتعاون التقني في تعزيز الآليات الوطنية لحماية حقوق الإنسان، مع دعوة قوية لدمج هذه الآليات في استراتيجيات الأمم المتحدة. حضور وازن يتعزز بدور المملكة في تنسيق الشبكة الدولية للآليات الوطنية.

وفي مجال التنمية الزراعية والأمن الغذائي، جرى أمس إعادة انتخاب المغرب في مجلس إدارة منظمة الفاو حتى سنة 2029، ليؤكد من جديد التزامه الدائم بقضايا الزراعة المستدامة والأمن الغذائي في إفريقيا.

ومن المحمدية، أعلن أندريه أزولاي رئيس مؤسسة البحث والتطوير والابتكار في العلوم والهندسة عن حصيلة مذهلة خلال ثلاث سنوات، حيث فاق عدد طلبة المؤسسة 1345 طالبًا، أكثر من 60% منهم نساء ومنحدرون من أوساط قروية، في تجسيد حقيقي لمفهوم تكافؤ الفرص وربط التكوين بالابتكار ومهن المستقبل.

في الشأن الاقتصادي، أفاد بنك المغرب بارتفاع سعر الدرهم مقابل الدولار بنسبة 1.4% واستقرار أمام الأورو، مع استمرار قوة الاحتياطيات الرسمية التي بلغت أكثر من 401 مليار درهم. أما بورصة الدار البيضاء، فاختتمت الأسبوع على ارتفاع جديد لمؤشر “مازي” بنسبة 0.6%، بدعم قطاعات استراتيجية كمواد البناء والاتصالات.

وفي قطاع الإعلام، صادق مجلس الحكومة على مشروع قانون لإعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة، يروم تعزيز التنظيم الذاتي وتطوير أخلاقيات المهنة وتكريس حكامة أكثر ديمقراطية واستقلالية.

أما في السياحة، فقد واصلت المملكة تحقيق أرقام استثنائية، إذ بلغت إيرادات السفر 45 مليار درهم حتى نهاية ماي 2025، بارتفاع 7.5%، ما يعزز الثقة في بلوغ هدف 120 مليار درهم قبل الموعد المحدد في 2026. نمو لا يُعزى فقط للتعافي من الجائحة، بل لتحول هيكلي جعل السياحة المستدامة والثقافية والتجارب الأصيلة في قلب النموذج المغربي الجديد.

وفي النشرة الجوية، حذّرت المديرية العامة للأرصاد الجوية من موجة حر تتراوح بين 43 و46 درجة مع هبوب “الشركي” وعواصف رملية بأقاليم الجنوب، بدءًا من صباح اليوم وحتى الأحد، مما يستوجب اليقظة واتخاذ الاحتياطات.

ومن شمال أكادير، حيث تحولت الطريق الوطنية رقم 1 في اتجاه “إمي ودار” إلى مسرح لاختناقات مرورية خانقة تمتد لأزيد من ثلاثين كيلومترا. الأشغال الجارية قرب تمراغت وإيمواران زادت الطين بلة، ما جعل الزوار والساكنة على حد سواء يتساءلون: أين هي الرؤية التدبيرية لضمان انسيابية السير في موسم الصيف؟ الطريق الساحلية، التي تعد شريانًا سياحيًا حيويًا، تكشف من جديد هشاشة تدبير الضغط الموسمي والحاجة الماسة إلى حلول مستدامة.

أما في قلب الأسواق المغربية، ورغم وجود أكثر من 120 جمعية لحماية المستهلك تتلقى دعمًا يفوق 18 مليون درهم، ما تزال فوضى الأسعار وغياب الرقابة يقودان إلى زيادات غير مبررة. مسؤولون في هذا القطاع يُقرّون بأن السوق الوطنية تعيش اختلالات هيكلية وعجزًا في المراقبة، يفتحان الباب أمام المضاربين لاستغلال الطلب الموسمي وتحقيق أرباح غير أخلاقية. الدعوة تتجدد لإنشاء هيئة وطنية مستقلة، تراقب وتدعم المنافسة الشريفة وتحمي المستهلك في زمن الغلاء الذي صار بنيويًا.

أما في الحقل الجامعي، فقد جاءت أرقام التصنيف الدولي لتُعري جزءًا من واقع الأزمة، حيث تموقعت جامعة الرباط في المرتبة 983 عالميًا، بينما ظلّت باقي الجامعات في ذيل الترتيب. خبراء وأساتذة يطالبون اليوم بمراجعة القانون المنظم للتعليم العالي الذي شاخ بمرور ربع قرن، وربط المسؤولية بالمحاسبة لكل من يسيء استغلال منصبه، مع التأكيد على أن الغالبية الساحقة من الأساتذة والموظفين تشتغل بجدية وتضحية رغم ضعف الإمكانات.

وتحضر في النقاش أيضًا مسألة الاستقلالية الجامعية، التي تحتاج إلى فهم أعمق وتطبيق حقيقي، بما يحول المؤسسات الجامعية إلى فضاءات للبحث والتجديد بدل أن تُختزل في هياكل إدارية متجاوزة.

وبين الطرق المزدحمة في الشمال، والملفات الثقيلة في نيويورك، وضغط الأسعار في الأسواق، وصوت الإصلاح في الجامعات… يبقى القاسم المشترك أن المغرب يعيش دينامية نقدية وإصلاحية دائمة؛ دينامية لا تعترف بالرضا عن الوضع القائم، وتسعى باستمرار لتقوية المؤسسات، وتطوير الرؤية الاستراتيجية، وربط القرارات بالمسؤولية والشفافية.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button