الزراعة مفتاح المستقبل: تقرير أممي يكشف عن إمكانات هائلة لتمكين الشباب وتعزيز الاقتصاد العالمي

هل تعلم أن سد فجوة توظيف الشباب في القطاع الزراعي يمكن أن يضيف 1.5 تريليون دولار للاقتصاد العالمي؟ هذا ما أكده تقرير جديد صادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، والذي يسلط الضوء على الدور المحوري للشباب في تحويل أنظمتنا الغذائية والزراعية. التقرير، المعنون “وضع الشباب في النظم الغذائية الزراعية”، لا يكشف فقط عن التحديات، بل يقدم خارطة طريق واضحة لتعزيز الأمن الغذائي، التغذية، والفرص الاقتصادية للجميع.
– الشباب: تحديات وعقبات في طريق النمو
على الرغم من الإمكانات الهائلة، يواجه الشباب في القطاع الزراعي عقبات كبيرة. تقول لورين فيليبس من الفاو: “الزراعة يمكن أن تكون مصدرًا للوظائف للكثير من الشباب، لكن علينا مساعدتهم في التغلب على العقبات، مثل الوصول إلى الأراضي.” ففي كثير من الأحيان، يرث الشباب قطع أراضٍ صغيرة جدًا، أو يتأخر حصولهم على الميراث بسبب غياب أنظمة التقاعد للمزارعين الأكبر سنًا.
الوضع أكثر تعقيدًا: أكثر من 20% من الشباب ليسوا في عمل أو تعليم أو تدريب (NEET)، وتتضاعف هذه النسبة بين الشابات. في المناطق الريفية، يواجه الشباب تحديات إضافية، فـ72% فقط منهم يكملون المرحلة الإعدادية من التعليم الثانوي، وهناك نقص كبير في مهارات الحساب والقراءة والكتابة. تؤكد فيليبس أن الابتكار ضروري لضمان حصول الشباب على المهارات ورأس المال الاجتماعي لتطوير القطاع الغذائي، خاصة وأن مشاركتهم في المنظمات أو التعاونيات الريفية قد تكون محدودة.
– استراتيجيات لتمكين الجيل القادم
لتحويل هذه التحديات إلى فرص، يقترح التقرير ثلاث استراتيجيات رئيسية:
“تحرّي المزيد” (Inquire more): سد الفجوات في المعرفة والبيانات وتعزيز الأدلة لدعم أنظمة غذائية زراعية شاملة للشباب.
“إشراك المزيد” (Include more): تضخيم أصوات الشباب في عمليات صنع السياسات والقرارات.
“استثمار المزيد” (Invest more): توجيه استثمارات مستهدفة لتوسيع الفرص الاقتصادية للشباب وتمكينهم.
يتطلب تبني هذه الاستراتيجيات توسيع الفرص الاقتصادية، الاستثمار في التحديث، تسهيل الوصول إلى الموارد، وتعزيز الهجرة المنظمة للشباب من خلال دعم مسارات آمنة لمواجهة نقص العمالة. كما يشير التقرير إلى أهمية تحسين الوصول إلى الرقمنة كعامل تمكين رئيسي.
الشباب هم عماد المستقبل، وتمكينهم في القطاع الزراعي ليس خيارًا، بل ضرورة حتمية لتحقيق التنمية المستدامة والأمن الغذائي العالمي. كيف يمكننا، كمجتمعات وأفراد، دعم هذه الرؤية وتحويلها إلى واقع ملموس؟



