Hot eventsأخبارأخبار سريعةثقافة و فنجهات المملكة

مهرجان “مغرب الحكايات” يُسدل ستاره برسائل ثقافية ودبلوماسيةقوية

أسدل الستار ما بعد منتصف ليلة السبت/الاحد12-13يوليوز الجاري، على فعاليات الدورة الثانية والعشرين لمهرجان “مغرب الحكايات”، الذي احتضنته مدينة الرباط تحت شعار “حكايتك ماء… ارويها ترويك”، في حفل ختامي احتضنته ساحة باب الأحد، بحضور جماهيري لافت ووفود تمثل القارات الخمس، يتقدمها الوفد البنمي برئاسة السفيرة إيسبيث كييل مورسيا باعتبارها دولة شرف المهرجان الدولي.

هذا الحفل لم يكن مجرد ختام لحدث ثقافي عادي، بل حمل في طياته رسائل دبلوماسية وثقافية قوية و عميقة، جسدتها كلمات الأستاذة نجيبة غزالي طاي طاي، رئيسة المهرجان والوزيرة السابقة، التي شددت على أن “التراث الثقافي ليس فقط ذاكرة شعب، بل هو أيضًا رافعة للتنمية السياحية والاقتصادية، وجسر حقيقي للتقارب بين الشعوب”.

وأضافت” أن اختيار دولة بناما كضيفة شرف لهذه الدورة لم يكن اعتباطياً، بل نتيجة لمواقفها الثابتة في دعم الوحدة الترابية للمملكة واعترافها المتجدد بمغربية الصحراء”.

وأكدت الأستاذة نجيبة طاي طاي” أن الأكاديمية التي تُشرف على المهرجان تلعب دورًا فاعلًا في المجتمع، وتُساهم في الدبلوماسية الثقافية الموازية، عبر بناء الجسور من ضفتي المحيط الأطلسي إلى قلب أمريكا اللاتينية، من خلال الحكاية التي تتجاوز اللغات، وتحمل قيم التسامح والتعدد والعيش المشترك”.

وعرفت السهرة الختامية تنوعًا فنّيًا غنيًا، حيث تفاعل الجمهور مع عروض موسيقية وحكواتية قدمها فنانون من فلسطين وروسيا وإسبانيا، إلى جانب الحضور البارز لشخصية الكراب المغربي، الذي أصبح رمزًا أصيلاً للهوية الشعبية المتجددة، وهو ما واكبته دورات تكوينية وورشات استهدفت الحفاظ على هذا التراث الحي، من خلال تدريب جيل جديد من الكرابة، على أن تتواصل هذه الدينامية خلال خريف هذا العام بتنظيم دورة تدريبية خاصة للكراب او “ساقي الماء”.

وتوج المهرجان أيضًا بإطلاق “بطاقة الفنان الحكواتي”، التي تهدف إلى مأسسة هذا الفن وتكريس مكانة الحكواتيين داخل المشهد الثقافي المغربي، في وقت تشهد فيه المملكة دينامية ثقافية لافتة، تمتد من فنون القفطان والزليج إلى فن الطبخ المغربي الغني بتنوعه الجهوي.

وتزامن المهرجان مع احتفالات مغربية كبرى، من بينها التحضيرات لـكأس العالم 2030، التي ستنظمها المملكة بشراكة مع إسبانيا والبرتغال، وكذا الأجواء الحماسية المواكبة لتصفيات كأس إفريقيا للأمم، مما أضفى طابعًا خاصًا على الدورة الحالية، حيث تلاقت الحكاية مع الروح الرياضية، والثقافة مع الدبلوماسية، في مشهد مغربي متكامل يُجدد التأكيد على أن المغرب بلد حضارة عريقة، وانفتاح متجذر، وشراكات استراتيجية ممتدة.

وهكذا، نجح “مغرب الحكايات” في دورته الثانية والعشرين في ترسيخ موقعه كأحد أبرز المواعيد الثقافية بالمغرب، حاملاً شعلة التراث إلى المستقبل، ومعززًا لرسالة المملكة في التواصل، وبناء الجسور مع العالم من خلال الكلمة، والرمز، والحكاية التراثية الاصيلة.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button