Hot eventsأخبارأخبار سريعةصحافة وإعلام

إهمال مسؤولين الإعلام العمومي يقود إلى فضيحة وطنية تستوجب المحاسبة لا الإعفاء فقط

ابو رضى

في فضيحة كبرى تهز ثوابت الوطن، بثّت قناة “الرياضية” التابعة للإعلام العمومي وصلة إشهارية تحمل خريطة المغرب مبتورة من أقاليمنا الجنوبية، في خطأ فادح لم يكن نتاج صدفة أو هفوة عابرة، بل هو في جوهره نتيجة إهمال المسؤولين الحقيقيين المتسببين في هذه الكارثة.

المسؤولون الذين لهم علاقة تواصل مباشرة مع الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) يتحملون المسؤولية بدرجة رئيسية، و أبرزهم مدير القناة الذي مرّت من خلاله الوصلة الإشهارية، الذي يتحمل المسؤولية الأولى عن التقصير في مراقبة المحتوى قبل بثه، إضافة إلى المدير المسؤول عن قنوات الإعلام العمومي الذي يتحمل المسؤولية الثانوية في عدم تطبيق رقابة صارمة و ضبط دقيق لمنظومة البث.

و لا تقتصر هذه الفضيحة على قناة “الرياضية” فقط، إذ إن هذا الخطأ ليس الأول من نوعه في قنوات الشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة، فقد سبق ذلك بأشهر قليلة بث و ثائقي عبر قناة “العيون”، تم من خلاله تمرير أبيات شعرية لشاعر موالي لجبهة البوليساريو، يسيء للوطن و تخالف الثوابت الوطنية و لم يترتب على ذلك اي محاسبة .

غياب الرقابة و التقصير الواضح في أداء الواجب المهني فتح الباب أمام مرور هذه الكوارث الإعلامية، التي استغلها أعداء الوطن لترويج فكرة مغلوطة مفادها أن الإعلام الرسمي يعترف بما يسمى “الصحراء الغربية”.

و هو أمر أثار غضبًا و استياءً عارمين في صفوف المواطنين المغاربة الذين ينتظرون من قنواتهم العمومية أن تكون حصنًا حصينًا يحمي ثوابت الوطن و يعزز وحدته الترابية.

لا يمكن أن تمرّ هذه الفضيحة مرور الكرام، و لا أن يقتصر رد الفعل على مجرد إعفاءات إدارية شكلية لمسؤولين متقاعسين، إذ إن المطلوب هو قرار حاسم يتضمن المحاسبة الفعلية و فتح تحقيق شامل يُقيّم حجم التقصير و يحدّد انعكاساته الخطيرة على مصلحة الوطن.

فكل الجهود الدبلوماسية و السياسية التي بذلها وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة، و جهود صاحب الجلالة الملك محمد السادس لمساندة وحدة البلاد، تعرضت لاهتزاز كبير بسبب هذه الهفوات الإعلامية، التي صدرت عن مسؤولين في الإعلام العمومي يتقاضون أجورًا ضخمة و خيالية، دون أن يلتزموا بأدنى معايير المهنية و المسؤولية.

إن الاستمرار في التساهل مع هؤلاء المسؤولين يُعدّ تفريطًا خطيرًا في الثوابت الوطنية، و يدعو إلى ضرورة تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، لضمان أن يكون الإعلام العمومي فعلاً صوت الوطن، لا مصدرًا لتشويهه.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button