#غزةHot eventsأخبارأخبار سريعة

غزة على شفا الانهيار

تشهد غزة تصعيدًا غير مسبوق في العنف ومعاناة إنسانية متفاقمة، في ظل تعثر محادثات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. تتزايد أعداد الشهداء والجرحى، بينما تبرز تقارير دولية عن تفشي المجاعة، مما يدفع المجتمع الدولي إلى تصعيد الضغوط على إسرائيل.

المفاوضات: تعثر وتضارب في المواقف

طالبت حركة حماس بإطلاق سراح 200 أسير فلسطيني يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد بتهمة قتل إسرائيليين، بالإضافة إلى 2000 فلسطيني اعتقلوا في غزة بعد 7 أكتوبر، مقابل إطلاق سراح 10 مختطفين أحياء كجزء من اتفاق لوقف إطلاق النار. رداً على ذلك، قرر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إعادة فريق التفاوض إلى إسرائيل لمواصلة المشاورات، مع تقدير جهود الوسيطين القطري والمصري.

تضاربت التصريحات حول طبيعة عودة الوفد الإسرائيلي؛ فبينما أكدت هيئة البث الرسمية ومصادر مشاركة في المفاوضات أن العودة لا تعني انهيار المحادثات وأن الزخم لا يزال إيجابياً، أشارت “يسرائيل هيوم” إلى أن رد حماس مخيب للآمال، وأن الجيش الإسرائيلي يستعد لتوسيع المناورة في غزة. كما نقلت قناة 12 العبرية عن مصادر إسرائيلية أن الفجوات واضحة، وأن حماس تراجعت عن تفاهمات سابقة. في المقابل، نفى المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف التنسيق مع حماس، متهماً إياها بعدم إبداء حسن نية وتصرفها بـ”أنانية”، وهو ما اعتبره البعض ضغطاً منسقاً. من جانبها، أكدت حماس أنها تعاملت بمسؤولية ومرونة، مستغربة تصريحات ويتكوف السلبية، ومؤكدة حرصها على استكمال المفاوضات.

الوضع الإنساني: كارثة وشيكة ومطالبات دولية

تشهد غزة تفاقماً مريعاً للوضع الإنساني. الدفاع المدني بغزة أعلن عن 7 شهداء بينهم 4 أطفال تحت أنقاض بناية سكنية بحي الزيتون، كما وصل 14 شهيداً إلى مجمع ناصر الطبي جراء استهداف منتظري المساعدات. وأفادت مصادر في مستشفيات غزة بأن 51 شهيداً سقطوا بنيران الاحتلال، بينهم 12 من طالبي المساعدات. وفاة الطفلة نور رياض اخزيق والطفل عبد القادر الفيومي نتيجة الجوع وسوء التغذية أثارت صدمة واسعة.

وزير التنمية الدولية النرويجي وصف ما يحدث في غزة بأنه “انتهاك صارخ للقانون الإنساني”، مؤكداً استعداد بلاده لتقديم كل المساعدات. وطالب مدير الإغاثة الطبية في غزة بممرات آمنة للفرق الطبية، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من الأطفال والنساء يعانون سوء التغذية. وأدانت حركة حماس “جريمة التجويع” في غزة، محملة الإدارة الأمريكية المسؤولية. منظمات دولية مثل “أطباء بلا حدود” و”أوكسفام” أكدت أن ربع أطفال غزة يعانون سوء التغذية، وأن الأوضاع خرجت عن السيطرة، مع تحذيرات من تحول الأمراض إلى “كارثة قاتلة”.

تفاعلات دولية ومحلية متصاعدة

تتزايد الضغوط الدولية على إسرائيل، حيث أعلنت كندا إدانتها لفشل إسرائيل في منع الكارثة الإنسانية، ووصف رئيس الوزراء الأسترالي الوضع بأنه “تجاوز أسوأ مخاوف العالم”.

في خطوة دبلوماسية مهمة، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن اعتزام فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكداً وفاء بلاده بالتزامها التاريخي لتحقيق السلام العادل. رحبت الكويت، قطر، السعودية، والأردن بهذا القرار، بينما وصفه وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأنه “عار وخنوع للإرهاب”، وأكد نتنياهو أن هذه الخطوة “تكافئ الإرهاب”.

داخلياً، تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب للمطالبة بإنهاء الحرب وإبرام صفقة تبادل شاملة، فيما حثت عماس نتنياهو على وضع عرض واضح وعلني يتضمن إنهاء الحرب، وإعادة جميع الأسرى، وزيادة المساعدات الإنسانية، وإنهاء حكم حماس.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button