#غزةHot eventsأخبارأخبار سريعةالعالمحوار

رئيس جمعية الجزائريين الدولية.. مسيرة إسطنبول رسالة إلى الغرب والعرب

أجرى الحوار: مصطفى بوريابة

في خضم المشهد المأساوي الذي تعيشه غزة تحت نيران الحصار والعدوان، تبرز المسيرات الشعبية في تركيا وغيرها من العواصم العالمية، كصوت صارخ ضد التواطؤ الدولي والصمت العربي. الدكتور إدريس ربوح، الباحث والمحلل السياسي، يُقارب في هذا الحوار دلالات هذه الحراكات، ويشخص مسؤولية الغرب والنخب العربية، ويكشف عن أبعاد ما يُسمى بالدعم الإنساني الأمريكي.

س. كيف تقرأ دلالات تنظيم مسيرة حاشدة في إسطنبول نحو القنصلية الأمريكية تنديدًا بالإبادة في غزة؟

ج. توفر تركيا واسطنبول تحديدا مجالا واسعا للجمعيات والمنظمات والناشطين في التضامن مع الشعب الفلسطيني الصامد والمحاصر في قطاع غزة ولهذا دأب هاته الفواعل على تنظيم العديد من المسيرات والاحتجاجات أمام قنصلية دولة الاحتلال الإسرائيلي باعتبارها دولة عدوان ومارقة على القانون الدولي وقرارات المجتمع الدولي عبر جميع مجلس الأمن الدولي ومنظمة الامم المتحدة ووكالاتها المختلفة وكذلك منظماتها المتخصصة والتي تجمع دون استثناء بإن دولة الاحتلال الإسرائيلي العضو في هاته المنظمات الدولة قد داست على جميع المواثيق والقوانين الدولية بحربها العدوانية على الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة في قطاع غزة والضفة الغربية.
لهذا تأتي هاته المسيرات الشعبية الحاشدة لتذكر العالم وعلى راسه الولايات المتحدة الأمريكية بإلتزاماتها الاخلاقية والقانونية في احترام القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية والتي تحوز فيها الولايات المتحدة اليد العليا .


كما تندد هذه المسيرات بإزدواجية المعايير الأمريكية والتي مازالت تدعم دولة الاحتلال الإسرائيلي رغم بداية تراجع حلفائها الأوربيين الذين أصبحوا أكثر انصافا مع الشعب الفلسطيني وبدأوا بالاعتراف بدولته ويمارسون ضغوط متفاوتة على دول الاحتلال بل عقوبات على بعض مسؤوليه في تطور تاريخي لدول أوروبا.

س. برأيك، إلى أي مدى ساهم الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل في تعميق المأساة الإنسانية في القطاع؟

ج. الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت شريك فعلي في العدوان على غزة ومساهمة بشكل مباشر في حرب الإبادة و التجويع حتى وصل الامر بالمبعوث الامريكي في المشاركة في مسرحية كاذبة حول دور إيجابي لامريكا في تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة في حين ان الالية الأمريكية عبر مايسمى مؤسسة غزة الإنسانية الأمريكية وعبر تصرفاتها اللانسانية ساهمت في قتل لحد الان قرابة 1400 فلسطيني أثناء توزيع هذه المساعدات الحمراء. امريكا تملك جميع الأدوات لفتح معبر رفح ومعبر كرم ابوسالم وكل المعابر للسماح لدخول الاف الشاحنات التابعة لمنظمات الأمم المتحدة المختلفة وكذلك الجمعيات والمنظمات الإنسانية الغير حكومية والتي ترابط في المعابر وبالخصوص معبر رفح وتنتظر الإشارة لفتح المعبر وغيره العالم قام بواجبه في توفير المساعدات لكنه عاجز عن إدخالها بسبب الفيتو الامريكي على مصر .

س. هل تعتقد أن الحراك الشعبي الدولي، خاصة في تركيا، قادر على تشكيل ضغط فعلي على السياسات الغربية؟

ج. الحراك الدولي بدأ يأتي بثمارها وخاصة في أمريكا اللاتينية وأوروبا حيث نجحت شعوبها في صدور قرارات تخدم الشعب الفلسطيني الصامد في غزة وكل فلسطين وبدأت الدول الأوروبية تباعا بعملية الإعتراف بدولة فلسطين وبدأت العقوبات على دولة الاحتلال الإسرائيلي ومسؤوليها تتوسع من دولة الى اخرى ومن شعب إلى آخر وبدأت المقاطعة الاقتصادية وتوريد السلاح لدولة الاحتلال الإسرائيلي تتوسع وكل جاء بفضل دماء اهل غزة الذين رفضوا نكبة ثانية للشعب الفلسطيني كما حدثت في سنة 1948 وفضلوا الموت جوعًا وقتلا على أن يتركوا أرضهم وديارهم وهذا الذي ايقظ ولايزال الضمير العالمي الذي يتمظهر في هذا الحراك الدولي التضامني بمختلف صوره

س. كيف ترى صمت الأنظمة العربية الرسمية مقارنة بزخم الشارع التركي وفعالياته؟

ج. الانظمة العربية منها من اختار التعاون مع المحتل الإسرائيلي وذلك بالانخراط بالتطبيع معه وعدم التراجع على ذلك رغم ماحدث ويحدث ورغم مطالبات شعوبهم بقطع العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي وعدم التطبيع معها بأي شكل من الأشكال وفي هذه الحالة تتحمل الشعوب المسؤولية لوحدها في نصرة اخوانهم في فلسطين وأعتقد أن في النهاية الكلمة الأخيرة لهاته الشعوب اذا اختارت طريق الأحرار وإلا فالعار والخزي سيلاحقها.

الفئة الثانية من الدول العربية وهي التي تراجعت او رفضت التطبيع واشترطت توقيف حرب الابادة والاعتراف بدولة فلسطين فهي مطالبة بخطوات عملية لإسناد الشعب الفلسطيني والمزيد من العمل في هذا الشأن والسماح لشعوبها بالتعبير عن تضامنه مع غزة ولا تكفي بالمواقف الديبلوماسبة والسياسية والديبلوماسية دون إشراك شعوبها في هذا الدور.واذا لم تذهب الى خطوات عملية فستتلاشى ثقة الشعوب فيها.

الحراك الشعبي التركي له أكثر من هدف الاول تجاه حكومته وذلك بالمطالبة بخطوات عملية تصل الى قطع العلاقات الديبلوماسبة وغيرها والذهاب بعيد في مرحلة مابعد ذلك وقد نجح نسبيا في هذا الموضوع.اما الهدف الثاني فهو القيام بدور دعم وإسناد وقد نجح الأتراك بنسبة كبيرة حتى أصبحوا يتصدروا الدعم الاغاثي والإنساني مقارنة ببقية الدولوالهدف الثالث هو مواصلة الريادة ومحاولة قيادة الحراك الاسلامي العالمي والحديث بصوت واحد أمام أمريكا والغرب

س. ما تقييمكم لأداء الإعلام العربي في تغطية جرائم الاحتلال ؟

ج.الإعلام العربي القوي وذو التأثير خاضع لمموليه بطبيعة الحال ولم يرقى رغم بعض ادواره الايجابية في تحريك الشارع العربي كما حدث في فترة الانتفاضات ومايسمى بالثورات العربية على أنظمة حكمها.

الإعلام العربي تخلى عن دوره القيادي في استنهاض الشعوب العربية للقيام بدوره.

س. في ظل ما يحدث، ما هو دور النخب الأكاديمية والمثقفة في تعبئة الوعي العربي والإسلامي تجاه فلسطين؟

ج.النخب العربية والاكاديمية جبانة كعادتها الا النزر القليل منها وفضلت السلامة على تحمل المسؤولية وقيادة الجماهير ومواجهة الحكام بل البعض منها انخرط مع العدو في تحميل المقاومة ماحدث سواء عن طريق دولة الاحتلال الإسرائيلي او الدول الوظيفية المطبعة والغير مطبعة.

فالاغلبية الساحقة اكتفت بدور المتفرج وربما تفوقت عليها شرائح من المجتمع أبدعت في النصرة والتضامن خاصة مع توفر الإعلام الغير المتحكم فيه عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

س. هل يمكن اعتبار المسيرات الشعبية شكلًا من أشكال المقاومة المدنية الفاعلة؟ أم أنها فقط رمزية محدودة الأثر؟

ج. المسيرات الشعبية والاحتجاجات المختلفة لها تأثير كبير على صناع القرار والحكومات وهذا ماتبين في الدول الديمقراطية والحرة ولها تاثير على الدول الاستبدادية لأنها تخيف أنظمة الحكم وتجعلها في ضغط مزدوج بين السيد الامريكي من جهة وشعوبها من جهة ثانية .لهذا فالضغط هو ثورة سلمية هادئة لكنها مؤثرة يخشاها من أتى للحكم بإرادة الشعب او بدون إرادته.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button