Hot eventsأخبارأخبار سريعةعين الحدث الافريقي

حركية مؤسساتية وإصلاحات استراتيجية ترسم ملامح المرحلة

في ظل دينامية مؤسساتية لافتة، شهد اول أمس الجمعة حراكاً متعدداً على مستويات داخلية وخارجية، عكس تفاعل الدولة المغربية مع مستلزمات المرحلة وتوجهاتها الاستراتيجية، وذلك من خلال لقاءات رفيعة المستوى، وإصلاحات قطاعية، وتحركات دبلوماسية،.

ففي تطوان، عقد وزير الداخلية اجتماعاً مركزياً مع الولاة والعمال والمسؤولين المركزيين للإدارة الترابية، بحضور كبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين، حيث شكل اللقاء مناسبة لتجديد الالتزام بتفعيل التوجيهات الملكية المتعلقة بتدبير الشأن المحلي وتعزيز أدوار السلطة الترابية في خدمة القضايا الاجتماعية والتنموية، في تناغم مع مضامين خطاب العرش الأخير.

اقتصاديًا، كشفت مديرية المنشآت العامة والخوصصة عن أن متوسط آجال الأداء لدى المؤسسات والمقاولات العمومية بلغ 34,8 يوما عند متم يونيو، في مؤشر دال على مواصلة جهود الحكامة والشفافية في تدبير المالية العمومية، كما سجل بنك المغرب في تقريره السنوي ارتفاع حاجة البنوك للسيولة إلى 123,7 مليار درهم، مقابل 83,3 مليار درهم سنة 2023، نتيجة توسع النقد المتداول، رغم التخفيف من أثره بفضل ارتفاع الأصول الخارجية الصافية.

في الإطار نفسه، أعلنت شركة “كوكس” الإسبانية عن استثمار بقيمة تفوق 250 مليون أورو لتوسعة محطة تحلية المياه بأكادير وبناء محطة ريحية جديدة، ما يعزز الرؤية المغربية لتأمين الموارد المائية والطاقة النظيفة، ويكرس تموقع البلاد كوجهة لجذب الاستثمارات الخضراء.

أما على المستوى المالي، فقد أوضح بنك المغرب أن الائتمان البنكي واصل نموه ليسجل ارتفاعًا بنسبة 4,4% سنة 2024، ليبلغ 1164,6 مليار درهم، وهو ما يعادل أكثر من 72% من الناتج الداخلي الإجمالي، مع تسجيل تباطؤ نسبي في وتيرة نمو القروض الموجهة للشركات والمؤسسات المالية.

دوليًا، تميزت التحركات المغربية بتأكيد سفيرة المملكة في باريس، سميرة سيطايل، على تفرد النموذج المغربي القائم على التسامح والانفتاح والتعدد، مبرزة الإصلاحات الجوهرية التي قادتها المملكة تحت إشراف جلالة الملك، ما يكرس صورتها كشريك موثوق وفاعل في محيطها الإقليمي والدولي.

وفي هذا السياق، عبّر وزير الخارجية البنمي، خافيير فاسكيز، عن تقديره للنموذج المغربي، واصفاً الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي يقودها الملك محمد السادس بالنموذجية، وهي شهادة تنضاف إلى أخرى متعددة تُعزز مكانة المملكة على الساحة الدولية.

برلمانيا، شارك وفد عن مجلس المستشارين في المؤتمر العالمي الرابع للقانون المجتمعي في العاصمة البيروفية ليما، حيث ساهم في النقاشات المتعلقة بمستقبل الاندماج العالمي، في إطار انفتاح المؤسسة التشريعية على فضاءات التعاون جنوب-جنوب.

من جهة أخرى، نوهت شخصيات فلسطينية بارزة، من بينها أحمد مجدلاني ومحمود الهباش، بالمبادرة الملكية المتمثلة في إرسال مساعدات إنسانية وطبية عاجلة إلى سكان قطاع غزة، معتبرين هذه الخطوة تجسيداً لمواقف المغرب التاريخية والمستمرة في دعم القضية الفلسطينية والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في أصعب الظروف.

ميدانيًا، تتجه الأنظار هذا الصيف نحو منطقة “ستي فاضمة” السياحية بوادي أوريكا، التي باتت ملاذاً طبيعياً للباحثين عن الانتعاش وسط موجة حرارة مرتفعة، حيث تواصل هذه الوجهة الجبلية استقطاب العائلات المغربية والسياح الأجانب، مستفيدة من موقعها الجغرافي وجاذبيتها الطبيعية.

أما على صعيد التعليم العالي، فقد صادقت وزارة التعليم على تعديلات بيداغوجية جديدة بسلكي الإجازة والماستر، تروم تقوية التكوينات التخصصية وتقليص المواد العامة، مع إدماج لغات تطبيقية مهنية، في خطوة إصلاحية تهدف إلى رفع جودة التعليم الجامعي وربطه بمتطلبات سوق الشغل.

بهذا الزخم المتعدد الأبعاد، تستمر المملكة في تفعيل برامجها وتثبيت مكانتها داخلياً وخارجياً، ضمن رؤية شاملة تزاوج بين الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، والانفتاح الدبلوماسي والتنموي.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button