تصاعد الأزمة في غزة وسط محاولات دبلوماسية لإنهاء الحرب وتحرير الأسرى

في ظل تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، تستمر المواجهات بين قوات الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية، وسط خسائر كبيرة في صفوف المدنيين والقتلى من الطرفين. تأتي هذه التطورات في وقت تحاول فيه جهات دبلوماسية دولية وإقليمية، بينها قطر وإسبانيا، إيجاد مخرج سياسي يهدف إلى وقف الحرب وتحرير الأسرى المحتجزين لدى حماس.
شهد قطاع غزة خلال الساعات الأخيرة غارات جوية مكثفة استهدفت مبانٍ سكنية وأحياء متعددة مثل حي التفاح وزيكيم والزهور، مما خلف عشرات الشهداء والجرحى، من بينهم نساء وأطفال. وفي المقابل، أعلنت كتائب القسام عن نجاح مجاهديها في استهداف جنود إسرائيليين شرق مدينة غزة. فيما يواصل جيش الاحتلال عمليات الهدم والتدمير، وأكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، أن المرحلة القادمة من القتال ستنفذ وفقاً للأهداف التي حددها مجلس الوزراء، مع التركيز على احترافية العمليات وحماية الجنود، في ظل وجود الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
على الصعيد السياسي، تشير تصريحات مسؤولين إسرائيليين لموقع “أكسيوس” إلى وجود فرصة لمحاولة التوصل إلى اتفاق بالإفراج عن المحتجزين قبل بدء هجوم واسع على غزة، فيما عبر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب عن تشككه في قدرة حماس على الإفراج عن الرهائن دون تغيرات جوهرية في الوضع على الأرض.
وفي محاولة دبلوماسية ملموسة، بحث وزير خارجية قطر مع رئيس الوزراء الإسباني فرص إنهاء الحرب وتحرير الأسرى خلال اجتماع عقد في إسبانيا، بالتزامن مع تحذيرات وزراء خارجية من دول أوروبية مثل إسبانيا وفنلندا من استمرار التصعيد العسكري الذي قد يخرج عن نطاق السيطرة ويخالف القانون الدولي.
أما في الجانب الإنساني، فأفادت تقارير الهلال الأحمر الفلسطيني بوصول عشرات المصابين إلى مستشفى السرايا، إضافة إلى تسجيل العديد من الوفيات نتيجة المجاعة وسوء التغذية، خاصة بين الأطفال، في ظل الحصار المفروض على القطاع وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية.
في المقابل، شهدت إسرائيل تحركات شعبية مناهضة للحرب، حيث خرجت مجموعة من النساء في مظاهرة بالقرب من غلاف غزة للمطالبة بإنهاء العمليات العسكرية وإعادة الأسرى، في مشهد يعكس الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي حول استمرار المواجهة.
على المستوى الداخلي الفلسطيني، تعكس التقارير الإعلامية عن توتر العلاقة بين حماس ومصر التي استضافت وفداً من حركة حماس في القاهرة توضيحات بشأن تصريحات قيادات الحركة، محاولات الوساطة لإنهاء الخلافات وفتح صفحة جديدة تسهم في تخفيف التوترات الإقليمية.
في ظل هذه التطورات، يبقى المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي للضغط على جميع الأطراف لوقف دائرة العنف التي تودي بحياة المدنيين وتزيد من معاناة سكان قطاع غزة، مع ضرورة العمل على فتح ممرات إنسانية فورية وتقديم المساعدات اللازمة، وتشكيل آليات دولية لضمان حماية المدنيين وحقوق الإنسان.



