المسيرات… سلاح خفي يستوجب التصدي

السودان: عثمان الطاهر
فوجئ الجميع بالأمس بإطلاق الطائرات المسيرة على خلفية تنظيم قوات درع السودان المساندة للقوات المسلحة التي كانت تتهيأ للاحتفال بعيد القوات المسلحة (٧١) بشرق ولاية الجزيرة بقيادة قائدها أبو عاقلة محمد أحمد كيكل ، وعلى الرغم من سقوط ضحايا من المدنيين نترحم عليهم وآحر التعازي لذويهم ولكل الشعب السوداني ، لكن ماحدث يجب أن لايمر مثل سحابة صيف قائظ بل يستوجب الحذر واليقظة من قادة الجيش بأن الأوضاع لا تزال هشة وأن تنظيم أي فعالية يتطلب وضع تدابير إحترازية مشددة تحول دون تكرار الفاجعة، ورغم البيان الصادر من إعلام قوات درع السودان سرد فيه حيثيات الواقعة بأن القوات نجحت في ابعاد المسيرات التي ذكر انها اطلقت من قبل قوات الدعم السريع في حين أن المسيرة كان يمكن أن تحصد عشرات الأرواح لكنهم تصدوا لها عبر جدار ناري شامل وفقاً لما ورد بالبيان.
من حق القوات المسلحة أن تحتفي بانتصاراتها مع الشعب لكن ذلك يتطلب وضع ضوابط صارمة تتعلق بالمكان الذي ستقام فيه الفعالية بالتنسيق مع كافة الأجهزة الأمنية لأن البلاد لاتزال مستهدفة والإعداء متربصين وهم كثر في أنتظار الضوء الأخضر لاحداث شرخ يعيق مسار البلاد والانزلاق بها نحو مدارج الفوضي بلا وازع ديني أو أخلاقي،وماحدث بالأمس سيكون له تأثير بشكل غير مباشر على المواطن الذي يمني نفسه بالعودة لدياره بعد غياب من النزوح والتشريد وسيقود لاهتزاز ثقته في الوضع الأمني ويتصور له بأن عودته لدياره خطوة محفوفه بالمخاطر، وماحدث لايخص أهالي ولاية الجزيرة وحدهم بل يمس كافة الولايات الآمنة.
حفاظاً على الأمن القومي ينبغي ان تنظم الفعاليات العسكرية بهدوء دون ضوضاء او صخب إعلامي حتي لاتكون قادة هذه القوات المسلحة لقمة سائغة لدي الأعداء والمتربصين والعابثين بامن البلاد وهم يطلقون المسيرات دون النظر للمواطنين الذين يواجهون مصيرهم بالموت المفاجئ، ورغم نجاح الجيش في إعداد منظومة جيدة للتصدي للمسيرات خلال الفترة الماضية الا ان ما حدث بالأمس يتطلب ان يكون جرس إنذار لقادة الأجهزة النظامية وهم يحاولون التواجد مع المواطنين ومع قواتهم المرابطة بالميدان.
وتشكل المسيرات سلاح من نوع آخر يلجأ له الاعداء حين فشلوا ميدانياً في التصدي للقوات المسلحة التي تبذل قصاري جهدها لفك الحصار عن فاشر السلطان غربي البلاد رغم الصعوبات المتعلقة بالأمداد والجغرافيا الخاصة باقليم دارفور، ولنكثف من جهودنا شعباً وقادة عملاً بشعار “جيش واحد شعب واحد”، من اجل ان نجتاز هذه الفترة العصيبة والمفصلية والتي تمر فيها البلاد بمفترق طرق لوطن سيكون أو لايكون وسط تهديدات إقليمية ودولية خارجية تتربص للاستئثار بالسودان وموارده والنيل من عزيمة أبناؤه بعد أن فشل الاعداء في السيطرة عليه ولعل الإحتفاء الأكبر سيكون بعد تحرير الفاشر.



