أمام الصمت الرهيب للمنتظم الدولي الذي طالما غنى في محافل دولية عديدة بحقوق الإنسان، المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الانسان والاتفاقيات الدولية، يستمر العدوان الإسرائيلي في شن غاراته الجوية على قطاع غزة، ويواصل عملياته الإرهابية في حق الصحفيين خلال تغطياتهم ومواكباتهم للأحداث العدوانية التي تمارسها إسرائيل في حق المدنيين.
العدو الصهيوني الذي لم يكتفي بقتل المدنيين من أطفال، شباب، شيوخ ونساء وأطباء، ها هو اليوم يوجه مدفعياته ويقصف جوا وأرضا لينال من الصحفيين ومراسلي القنوات العربية والدولية، التي تسعى جاهدة تغطية الأحداث، وتكشف الجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.
وبالمناسبة، وبعد المجزرة التي أدت إلى استشهاد العديد من الصحفيين، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ارتفاع حصيلة الشهداء الصحفيين إلى 245 منذ بداية العدوان بعد استشهاد الصحفي أحمد أبو عزيز.
إن استهداف الجيش الإسرائيلي للصحفيين، ليس فقط جريمة إنسانية وحقوقية، بل هي محاولة من إسرائيل للسيطرة على الإعلام من أجل طمس حقيقة انتهاكات حقوق الإنسان، وتمرير صورة مغلوطة للرأي العام والمنتظم الدولي.
وعلاقة بالموضوع، أكدت رئيسة قسم الاتصالات في الاتحاد الدولي للصحفيين “باميلا مورينير”، “إن إسرائيل تعمل على الهيمنة على الرواية الإعلامية بشأن ما يجري في قطاع غزة، من خلال استهداف الصحفيين المحليين ميدانيًا، ومنع دخول الصحفيين الدوليين إلى القطاع.”
وأضافت، “إن اسرائيل تستهدف الصحفيين ميدانيا للتأكد من أنهم لن يستطيعوا إيصال الحقيقة، وأيضا تعمل على منع دخول الصحفيين الدوليين لتقييد التغطية من الداخل، معربة عن صدمتها لما يحدث في قطاع غزة والطريقة التي تتعامل بها إسرائيل مع الصحفيين واستهدافها لهم.”
هذا، وشددت “باميلا مورينير” على ضرورة فتح تحقيق ملموس ومستقل وشفاف في جميع عمليات قتل الصحفيين في غزة، مؤكدة، “لا نطالب بالتحقيق فقط في ما جرى في مستشفى ناصر، بل في كل حالة تم فيها استهداف صحفي.”
هذه هي إسرائيل التي تشتغل بمنطق “ضربني وبكى، سبقني واشتكى”، تقتل وتنتهك الحقوق والحريات، تجوع وتغتصب، وتلعب دور الضحية المغلوب على أمرها وتطالب بالمساعدات..
