ابتسام لشكر بين قفص الاتهام ومعركة المرض: قضية تثير الجدل في المغرب

- ليلى حبش
في تطور جديد لقضية أثارت جدلًا واسعًا في المغرب، رفضت محكمة الرباط طلب الإفراج المؤقت عن الناشطة النسوية ابتسام لشكر، رغم وضعها الصحي الحرج ومعاناتها مع مرض السرطان، وذلك حسب ما أوردته وكالة الأسوشييتد برس (AP News). القرار فجّر نقاشًا محتدمًا بين مؤيدي حرية التعبير والمدافعين عن قدسية الرموز الدينية والوطنية.
و تواجه ابتسام لشكر، الناشطة البالغة من العمر حوالي خمسين عامًا، بحسب وكالة AP News ،تهمًا تتعلق بما اعتُبر “إساءة للإسلام ” بعد نشر صورة شخصية على مواقع التواصل الاجتماعي وهي ترتدي قميصًا يحمل عبارات مثيرة للجدل. هذه التهم قد تجرّ عليها حكمًا بالسجن يصل إلى خمس سنوات وغرامة مالية مرتفعة.
ولشكر معروفة بنشاطها في الدفاع عن الحريات الفردية، حيث شاركت في تأسيس حركة “مالي – الحركة البديلة من أجل الحريات الفردية”، واشتهرت بمواقفها الجريئة في قضايا حقوق المرأة والمثليين، ما جعلها دائمًا في قلب سجالات حادة داخل المجتمع المغربي.
وبحسب المصدر نفسه، فقد ظهرت ابتسام لشكر في جلسة المحكمة العليا الأخيرة بعكاز ورباط على ذراعها، بعد خضوعها لعمليات علاجية، فيما ينتظر الأطباء تقريرًا نهائيًا حول ضرورة بتر ذراعها من عدمه. محاموها اعتبروا أن استمرار اعتقالها، خاصة في ظل وضعها الصحي، يمثل مساسًا بحقها في العلاج والرعاية الإنسانية.
هذا الوضع أثار قلقًا واسعًا لدى منظمات حقوقية محلية ودولية، حيث وصفت “الاتحاد الوطني لجمعيات حقوق المرأة” القضية بأنها “ضربة موجعة لحرية التعبير”، في وقت اعتبر سياسيون وشخصيات دينية أن ما قامت به الناشطة يدخل في إطار “الاستهزاء بالمعتقدات” ويستوجب المحاسبة.
القضية، وفق ما نقلته وكالة AP News، عمّقت الانقسام داخل الرأي العام المغربي. فبينما يرى أنصار لشكر أن محاكمتها دليل على التضييق على الحريات الفردية والفكر النقدي، يؤكد معارضوها أن حرية التعبير لا يمكن أن تكون ذريعة للمساس بالدين أو برموز الدولة.
بين أسوار السجن وصراعها مع المرض، تقف ابتسام لشكر في مواجهة قضائية وصحية صعبة، في وقت يترقّب فيه المتابعون مآلات هذه القضية التي أعادت إلى الواجهة النقاش الحاد حول حدود حرية التعبير وحدود المقدس في المجتمع المغربي، بحسب وكالة AP News.



