Hot eventsأخبارأخبار سريعةجهات المملكة

مواقف ناميبيا من الصحراء المغربية.. قراءة في الأسباب والتحولات

على الرغم من التقدم الكبير الذي أحرزته قضية الصحراء المغربية على الساحة الدولية، بما في ذلك ازدياد الاعترافات بالسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية، لا تزال بعض الدول الأفريقية، مثل ناميبيا، تتمسك بموقفها الداعم لجبهة البوليساريو. وقد أثارت تصريحات وزيرة العلاقات الدولية الناميبية الأخيرة حول هذا الموضوع تساؤلات حول دوافع هذا الموقف ومدى ارتباطه بالتحولات الإقليمية والدولية.

يفسر خبراء في العلاقات الدولية هذا الموقف من زوايا متعددة. يرى البعض أن دعم ناميبيا للبوليساريو يأتي انطلاقاً من تاريخها الخاص ونضالها الطويل من أجل الاستقلال عن جنوب أفريقيا، الذي انتهى في أوائل التسعينيات. هذا التاريخ المفعم بالكفاح جعلها تتعاطف مع حركات “التحرر” المماثلة، رغم الاختلافات الجوهرية بين الحالتين.

من ناحية أخرى، لا يمكن فصل موقف ناميبيا عن علاقاتها الوثيقة مع جنوب أفريقيا. فباعتبارها عضواً في مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي (SADC)، تتأثر ناميبيا بشكل كبير بالسياسات الخارجية لجنوب أفريقيا، القوة الاقتصادية والسياسية المهيمنة في المنطقة. يعتبر البعض أن دعم ناميبيا للبوليساريو هو بمثابة استجابة لتوافقها السياسي مع بريتوريا، مما يساهم في تعزيز مصالحها الإقليمية.

ومع ذلك، تواجه هذه المواقف صعوبات متزايدة في الصمود. فالتغيرات الجيوسياسية على المستوى الدولي، خصوصاً التحول في مواقف قوى كبرى مثل الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية لصالح المقترح المغربي للحكم الذاتي، قد يدفع ناميبيا إلى إعادة تقييم موقفها. لكن يبقى المؤشر الأهم للتحول المحتمل هو ما إذا كانت جنوب أفريقيا ستغير موقفها. ومع ظهور أصوات داخل جنوب أفريقيا تدعم الطرح المغربي، قد نشهد مستقبلاً تحولاً في الموقف الناميبي.

في نهاية المطاف، يعتبر محللون أن ناميبيا دولة محدودة التأثير والنفوذ، وأن دبلوماسية المغرب تركز جهودها على الدول الكبرى التي يمكن أن تحدث فارقاً حقيقياً في هذه القضية.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button