تتواصل الأحداث الوطنية والدولية بوتيرة متسارعة، حيث يبرز في الواجهة تعزيز العلاقات الاقتصادية بين المغرب وأوكرانيا، بعد تأكيد رئيس غرفة التجارة والصناعة الأوكرانية أن المغرب يشكل أحد أكبر خمسة اقتصادات في إفريقيا، ويمثل بوابة استراتيجية نحو القارتين الأوروبية والإفريقية. اللقاء الافتراضي الأخير بين رجال الأعمال من البلدين أسفر عن اتفاق على إحداث مجلس أعمال مغربي–أوكراني وتنظيم منتدى اقتصادي في الرباط قبل نهاية السنة، مع التركيز على مشاريع في مجالات الزراعة والتصنيع الغذائي والتكنولوجيا، بما يفتح آفاق تعاون أوسع في ظل دينامية المغرب على مستوى البنيات التحتية واللوجستيك.

وفي الداخل، تستعد الساحة الاجتماعية لمرحلة جديدة من الحوار، حيث من المنتظر أن يجتمع وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، بالتنسيق النقابي الوطني لمناقشة الملفات العالقة ومطالب الشغيلة الصحية، في خطوة رحبت بها النقابات الصحية الست المشكلة للتنسيق. في المقابل، يتواصل اهتمام الحكومة بالشق الاقتصادي، إذ تستعد السوق الوطنية لاستقبال دفعة كبيرة من الأبقار المستوردة الموجهة للذبح، يصل عددها إلى 25 ألف رأس، في محاولة لتأمين وفرة اللحوم ومواجهة تقلبات الأسعار، وذلك في إطار تمديد إعفاء استيراد الأبقار من الرسوم الجمركية.

أما المندوبية السامية للتخطيط، فقد أكدت في تقريرها الأخير أن الرقم الاستدلالي للأثمان عند الاستهلاك ارتفع بنسبة 0.3 في المائة خلال شهر غشت 2025 مقارنة بالسنة الماضية، نتيجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية وغير الغذائية على حد سواء، مما يعكس استمرار الضغط على القدرة الشرائية للأسر.

وفي سياق موازٍ، يقود المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، الدبلوماسية الأمنية للمملكة عبر زيارة رفيعة المستوى إلى تركيا، حيث ناقش مع نظيره التركي سبل تعزيز التعاون الأمني والتصدي للتحديات العابرة للحدود، في خطوة تبرز موقع المغرب كفاعل إقليمي في هذا المجال. وعلى مستوى السياسات العمومية، كشف وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت عن خطة استراتيجية لتطوير النقل الحضري للفترة 2025-2029 بميزانية تناهز 11 مليار درهم، بينما أكد وزير العدل أن مراجعة المسطرة الجنائية تندرج ضمن الإصلاحات الكبرى الرامية إلى تعزيز حماية الحقوق والحريات.

إقليميا ودوليا، تواصل المبادرات الملكية رسم مسارات استراتيجية، حيث جددت المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن، أمينة بنخضرة، التأكيد على أن خط أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي يجسد الرؤية الملكية لبناء إفريقيا أكثر اندماجا، في وقت يشارك فيه رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، على رأس الوفد المغربي في الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك. ومن جهته، أعلن وزير الفلاحة أحمد البواري أن الحكومة ماضية في تطوير استراتيجية وطنية للتكوين والبحث العلمي الزراعي لمواجهة التغيرات المناخية وضمان الأمن الغذائي.

ووسط هذه المستجدات، يظل ملف إصلاح التقاعد مطروحا للنقاش بعد أن تقرر تأجيل الاجتماع بين الحكومة والمركزيات النقابية، فيما سجل برنامج الدعم المباشر للسكن حصيلة إيجابية بأكثر من 177 ألف طلب منذ انطلاقه. وفي الجانب الاجتماعي، كشفت معطيات وزارة العدل عن تسجيل 15 ألفا و425 طلبا لزواج القاصر سنة 2024، أغلبها في الوسط القروي، مع استمرار منحى الانخفاض مقارنة بالسنوات الماضية.

وعلى المستوى الدبلوماسي، بعث جلالة الملك محمد السادس برقية تهنئة إلى الرئيس الانتقالي لجمهورية مالي، بمناسبة ذكرى استقلال بلاده، مجددا التأكيد على متانة الروابط الأخوية بين الشعبين. وفي المجال القضائي، أبرزت وزارة العدل أن إدماج المرصد الوطني للإجرام في قانون المسطرة الجنائية الجديد يضع المغرب في مصاف الدول التي تتبنى أفضل الممارسات في مجال الحكامة الجنائية المبنية على الأدلة العلمية.