Hot eventsأخبارإفريقيا

احتقان غير مسبوق في ليبيا

تشهد ليبيا حالياً احتقاناً اجتماعياً غير مسبوق إثر خروج مظاهرات غاضبة في مدينتي مصراتة وطرابلس تندد بتزايد أعداد المهاجرين في البلاد، وترفع شعارات مثل “ليبيا لليبيين“. ورافق هذا الغضب حوادث اعتداء جماعي على عمال أجانب من جنسيات إفريقية، ودعوات سياسية إلى التعامل بحزم مع الملف وحظر تشغيل وإيواء من لا يحملون أوراقاً رسمية.

هذا التصاعد في خطاب العداء يثير قلقاً عميقاً في صفوف الجاليات الأجنبية، وخصوصاً الجالية المغربية، التي يواجه عدد كبير من أفرادها صعوبات في تسوية وضعيتهم القانونية، ما يجعلهم عرضة للمضايقات والاستهداف.

مسؤولون ليبيون يطالبون بالحلول الجذرية

عبر مسؤولون ليبيون عن قلقهم من الوضع، لكنهم اختلفوا في تحديد المسؤولية وطريقة الحل:

  • محمود السقوطري (عميد بلدية مصراتة): أكد أن “تزايد الأعداد الكبيرة من المهاجرين غير الشرعيين لا يمكن للمدينة أن تتحمله”، وحمّل المسؤولية لمن “يؤمن الحدود الجنوبية للبلاد”. وحذر من أن التصرفات الحالية قد “تعطي الضوء الأخضر للتدخل العسكري داخل ليبيا”.
  • جاب الله الشيباني (عضو مجلس النواب): يرى أن الحل يكمن في “عدم التعامل من أي نوع مع من لا يحملون أوراقاً رسمية” كسبيل للقضاء على توطين المهاجرين.
  • أحمد عبد الحكيم حمزة (رئيس المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان): اعتبر أن تنظيم الملف “لا يكون بالعنف أو الفوضى، بل بوجود دولة قوية ومؤسسات شرعية موحّدة”، مؤكداً أن الحل الحقيقي يبدأ بالضغط من أجل بناء الدولة القادرة على تنظيم هذا الملف بحكمة.

مخاوف المغاربة: الخوف من الاستهداف وصعوبة المغادرة

أكدت أصوات من الجالية المغربية أن الشعور بالخوف بات ملازماً لهم في ظل الأجواء المشحونة، خاصة وأن أغلبهم لا يتوفرون على وثائق إقامة:

  • محمد حسن الواثق (المدير التنفيذي لجمعية “الصداقة الليبية المغربية”): أشار إلى أن المغاربة الذين لا يملكون أوراق إقامة “يعيشون على ضوء خوف مستمر من أن تطالهم اعتداءات أو مضايقات”، خاصة مع تكثيف السلطات لحملاتها الأمنية التي تستهدف مساكن المهاجرين.
  • تعقيد ملف الهجرة: يرى الواثق أن الملف معقد بسبب عدم امتلاك السلطات الليبية الإمكانيات لتدبيره أو لترحيل المهاجرين غير النظاميين، مما يزيد الاحتقان خاصة بين الشباب الليبي العاطل عن العمل الذي يرى في المهاجرين منافسين على الوظائف.
  • محمد جغلاف (مغربي مقيم في ليبيا): أكد أن “الشعور بالخوف صار ملازماً”، مشيراً إلى تنامي الدعوات لترحيل الأجانب، معتقداً أن تشديد السلطات المغربية لإجراءات منح التأشيرات لليبيين فاقم من الرفض المجتمعي لوجود المغاربة في ليبيا.

عوائق العودة والمطالبة بالتدخل

ذكر الواثق أن تواتر أخبار الاعتداءات والاعتقالات العشوائية دفع الكثير من المغاربة للتفكير في العودة إلى الوطن، لكنهم يواجهون عائقاً كبيراً: القوانين الليبية الجديدة تمنع المغادرة دون أداء الغرامات المترتبة على عدم تسوية الوضعية القانونية وتجديد الإقامة.

هذا الوضع دفع الواثق للتأكيد على أن السلطات المغربية “لم تقدم على أي خطوات مشهودة أو تتدخل لدى نظيرتها الليبية لإيجاد حل لهذا الوضع”.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button