Hot eventsأخبار سريعةعين العقل

رسالة إلى السيد رئيس الحكومة

بقلم: الاستاذ مولاي الحسن بنسيدي علي

السلام عليكم

أما بعد /

يا من بوأه الشعبُ صدر الأمانة، ووضع بين يديه مفاتيح التدبير، ها هو الوطن اليوم يخاطبكم بصوت أبنائه، عبر ميادينٍ امتلأت بنداءاتٍ طاهرة، خرجت من رحم المعاناة، لا طلبًا للفتنة ولا رغبة في الخراب، بل رجاءً في حياةٍ أكرم، وخدماتٍ أعدل، وغدٍ أبهى.
غير أنّ الصدى الذي كان منتظرًا لم يصل، والأحضان التي كان مأمولاً أن تُفتح أُغلِقت، فإذا بالشباب ـ وقود الأمل ـ يجدون أنفسهم في مرمى استفزازٍ غير حكيم، فاندفع بعضهم إلى منزلقاتٍ أحرقت حجارةً وحديدًا، وأدمت قلوبًا وأجسادًا، وزرعت في النفوس خوفًا على الوطن وعلى فلذات الأكباد من ضياعٍ لا قرار له.
معالي الرئيس،
إن الشعب الذي حملكم على الأكتاف عبر صناديق الاقتراع، هو اليوم من يخاطبكم بلسان الحقيقة، داعيًا إياكم إلى أن تتحلوا بشجاعة الرجال، وتقدّموا استقالتكم واستقالة حكومتكم، اعترافًا بالأمانة التي لم تُصن كما ينبغي، واعتذارًا صادقًا لمن منحكم ثقته. وما ذلك بانتقاص، بل ارتقاء بكم إلى مقام من يقدّم الوطن على نفسه، والكرامة على الكرسي.
إن المغرب، يا معالي الرئيس، سفينة تُبحر في بحرٍ مضطرب، ولا مفر لها من رُبّان حكيم يسهر على أمنها. والوطن، يا معالي الرئيس، أمانة في عنقنا جميعًا، أغلى من المناصب، وأبقى من الحكومات، وأسمى من كل اعتباراتٍ عابرة.
دعونا نحيا في ظل راية أمير المؤمنين، جلالة الملك ـ أعز الله أمره ـ، الراعي لحِمى هذا البلد، والحارس على وحدته من طنجة إلى الكويرة، شافاه الله وأطال في عمره، ليظل صوته ويده مرفوعين بالخير لهذا الشعب.

معالي الرئيس،
ليست هذه الكلمات صيحة غضب فحسب، بل نفحة رجاء، ودعوة إلى بدايةٍ جديدة، تُكتب فيها صفحات الوطن بمداد المسؤولية والوفاء، ليبقى المغرب منارة أملٍ، وحضن كرامةٍ، وأفق مستقبلٍ يليق بشعبٍ علّم العالم أن الصبر لا يعني الخنوع، وأن الصمت لا يلغي الحق.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button