Hot eventsأخبارأخبار سريعةثقافة و فنعين العقل

مواسم «الذكر»… حين تتحول الشعيرة إلى طقس بدعي «من حلقات الذكر إلى مسارح الخرافة»

بقلم الاستاذ: مولاي الحسن بنسيدي علي

في مدن وقرى كثيرة بات مشهد «الحضرة» أو «العمارة» مألوفًا: حلقات من الرجال والنساء على إيقاع الطبول والمزامير، صراخ وهزّات وإغماءات، مشاهد للمشي على النار أو أكل الصبّار أو الطعن في الجسد، ورقص مختلط وانكشاف للأجساد. تُقدَّم هذه الممارسات على أنها «كرامات» و«أحوال» روحية، بينما هي في حقيقتها – بشهادة العلماء – بدع وخرافات أُقحمت على الدين.
الذكر في الإسلام عبادة توقيفية لا تُمارَس إلا كما شرعها النبي ﷺ. القرآن والسنة مليئان بنصوص تسبيح وتهليل وتكبير وقراءة قرآن بطمأنينة وخشوع، وعمل صالحا. أما إدخال الطبول والمزامير والرقص فهو محدث لا أصل له، وقد قال النبي ﷺ: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» (متفق عليه).
المشكلة لا تقف عند حدود الحكم الشرعي؛ هذه المواسم تترك أثرًا اجتماعيًا خطيرًا. هي تميّع صورة العبادة وتحولها إلى استعراض شعوذي، تغذّي ثقافة الخرافة، وتستغل العوام ببيع التمائم والأحجبة لجمع الاموال، وتنفر الشباب من الدين حين يرونه مقرونًا بهذه الطقوس الغريبة.
أمام هذا الواقع، يصبح لزامًا على العلماء والإعلاميين والمثقفين أن يكشفوا عوار هذه الممارسات بالحجة والبرهان، وأن يقدّموا البدائل النقية: حلقات ذكر صحيحة، أنشطة روحية وثقافية راقية، ودروس توعوية تُعيد للشعائر هيبتها وللمجتمع قيمه.

إن حماية الدين من التشويه مسؤولية جماعية؛ مسؤولية عالم يوضح، وإعلامي ينير، ومثقف يصحّح، ومواطن يرفض الخرافة. ما يحدث في هذه المواسم ليس دينًا بل تشويهًا للدين، وما يحتاجه الناس ليس طبلًا ومزامير بل علمًا ووعيًا وذكرًا مشروعًا يحيي القلوب. حينها فقط تتحول المواسم من بؤر فتنة إلى منصات هداية، وتعود للروح الإسلامية أصالتها وجمالها.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button