Hot eventsأخبارالرئيسيةفي الصميم

حين يخطئ قلم Le Monde : المغرب ليس ساحة للتجارب الإعلامية

بقلم: ليلى حبش

مرة أخرى، تسقط بعض المنابر الإعلامية الغربية في فخ الاستعلاء والوصاية الفكرية. جريدة Le Monde الباريسية، التي تدّعي المهنية والرصانة، تجرأت على ما لا يُسمح بالاقتراب منه: المقدسات الثلاث للمملكة المغربية الشريفة: الله، الوطن ،الملك.

من المثير للسخرية أن جريدة تصدر من باريس ـ عاصمة الاستعمار القديم ـ تسمح لنفسها بتوزيع الدروس على بلد حضاري عريق مثل المغرب، وهو الذي قدّم دماء أبنائه دفاعًا عن الحرية، وظل وفيًا لقيم الإسلام السمح وملكه الضامن لوحدة الأمة ورمز استقرارها.

إنّ ما نشرته Le Monde ليس سوى محاولة بئيسة لإعادة إنتاج خطاب بائد، يعكس عقدة تاريخية متجذرة لدى بعض النخب الفرنسية التي لم تستوعب بعد أن المغرب لم يعد ذلك البلد القاصر الخاضع لإملاءات الإليزيه أو صفحات الصحف الصفراء. المغرب اليوم هو دولة مؤسسات، ذات سيادة كاملة، تصنع قراراتها بيدها وتفرض احترامها على المستوى الدولي.

ليس خافيًا أن ضرب الرموز الوطنية يخدم أجندات مشبوهة، خاصة مع تنامي الدور الإقليمي للمغرب، سواء في إفريقيا أو العالم العربي أو على مستوى العلاقات الدولية الجديدة. ولأن نجاح المغرب يزعج، تلجأ بعض الأقلام في باريس إلى أسلوب رخيص: التشكيك في الثوابت.

لكن ما لا تدركه Le Monde أن هذه المناورات لا تزيد المغاربة إلا تماسكًا والتفافًا حول عاهلهم الملك محمد السادس نصره الله، الذي يجسد وحدة الأمة وضامن استقرارها. فالمقدسات في المغرب ليست شعارات جوفاء، بل هي عقيدة وطنية يدافع عنها الشعب بصدور مفتوحة.

من حق الإعلام أن ينتقد، لكن ليس من حقه أن يتطاول على الثوابت. وإذا كان في باريس من يظن أن بإمكانه المساس برموزنا عبر مقالات مدفوعة الأجر أو حملات مغرضة، فليعلم أن المغرب أقوى من كل الأقلام المرتعشة.

فقد انتهى زمن الوصاية. المغرب المستقل، القوي، المؤمن بمقدساته، لا ينتظر شهادة من أحد، ولا يخشى حملات التشويه مهما كان مصدرها.

صحيفة Le Monde، قد أساءت التقدير. فالمغرب ليس مجرد عنوان في صدر صحيفة، بل هو أمة ضاربة الجذور، تعرف جيدًا كيف تدافع عن مقدساتها الثلاث، وترد على كل من يحاول المساس بها، سواء كان في باريس أو في أي مكان آخر.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button