أخبارالرئيسيةفي الصميم

هل تصَفد الشياطين في رمضان؟

بقلم: حنان الطيبي

رمضان هو شهر الرحمة والمغفرة، شهر تتغير فيه أحوال المسلمين إلى الأفضل، وتفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار..، لكن السؤال الذي يطرحه العديد من الناس في هذا الشهر الكريم هو حول ما إذا كانت تصَفد الشياطين في رمضان حقا؟، ولماذا يشعر المسلمون بهذا الهدوء الروحي في هذا الشهر المبارك؟ يتساءل كثير من المسلمين عن حقيقة هذه الظاهرة التي تعتبر جزءا مهما من هذا الشهر الفضيل، والنبي صلى الله عليه وسلم، في حديث صحيح، قال: “إذا دخل رمضان فتِحت أبواب الجنة، وغلِقت أبواب النار، وصفدت الشياطين” (رواه البخاري).

هذا الحديث يتحدث بوضوح عن تصفد الشياطين في رمضان، وهو ما يفهم على أنه توقف أو تقليل لتأثيرات الشياطين في هذا الشهر.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل يفهم تصَفد الشياطين حرفيا على أنه “حبس” وتقييد كل الشياطين بشكل كامل؟ أم أن المقصود هو تقليل شرورها وأفعالها؟، لذلك، فإن العلماء يجمِعون على أن الشياطين تضعف قوتها في رمضان، وتزداد في الوقت ذاته فرص المؤمنين في العبادة والطاعة.

لذلك، جنح بعض العلماء إلى كون تصَفد الشياطين لا يعني بالضرورة غياب كل تأثيرات الشر بشكل كامل، بل هو تقليل لتأثيراتها.. ففي شهر رمضان، يزداد تركيز الإنسان على العبادة والصلاة والذكر، الأمر الذي يعزز الطمأنينة الروحية ويجعل تأثير الشياطين في وسوسة البشر أقل بكثير.

وفي المقابل، نجد أن علماء النفس والمختصين في السلوك الإنساني يرون أن رمضان ليس فقط مناسبة للتأثيرات الدينية والروحانية، بل هو أيضا وقت تنقية للنفس من أدران الدنيا، مما يعكس ضعف تأثير الأهواء والشهوات على الإنسان.

في النهاية، إذا كان الحديث عن تصَفد الشياطين في رمضان صحيحا من الناحية الشرعية، فإن هذا ليس دليلا على اختفاء الشر أو وساوس الشيطان بشكل كامل، بل على تحجيم قوته وتراجع تأثيره على المؤمنين في هذا الشهر المبارك. ولذلك، يجب على المسلم أن يستثمر هذا الشهر في الاقتراب من الله، مع العلم أن العدو الأول للإنسان ليس فقط في الشيطان، بل في نفسه وهواه. لذلك فإن مسألة التقرب الى الله هي بالحق تصفيد للشياطين ولأهواء النفس.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button