تصعيد واسع في غزة وتهديدات نووية في الشرق الأوسط

يشهد الشرق الأوسط تصعيدًا خطيرًا اليوم، مع استمرار القصف الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة والذي أسفر عن عشرات الشهداء والمصابين، وتصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل مع تبادل الهجمات والتحذيرات من كارثة نووية.
– غزة تحت القصف: عشرات الشهداء واستهداف للمساعدات
تواصل القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية في قطاع غزة، مخلفة حصيلة دموية ثقيلة منذ فجر اليوم الخميس. وقد وثقت مصادر طبية فلسطينية وصول 44 شهيداً وعشرات المصابين إلى المستشفيات، بينهم 22 مواطناً كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية.
شملت الغارات الإسرائيلية استهداف منازل سكنية، حيث سقط 5 شهداء ومصابون جراء قصف منزل مقابل مطعم شعفوط في حي الزيتون شرق مدينة غزة. كما استهدف القصف خيام النازحين في مناطق مختلفة، بما في ذلك محيط مسجد السوسي بمخيم الشاطئ، ما أسفر عن 15 شهيداً وعدد كبير من الإصابات في مخيم الشاطئ وشارع الجلاء بمدينة غزة، بينهم أحمد صلاح أبو النور، وعبدالله أبو حجر، ونور أبو غبن، وخليل البلعاوي، وأنس الطنة، وعدي الغول، وثلاثة أطفال.
في مشهد يعكس الأزمة الإنسانية المتفاقمة، أفادت مصادر فلسطينية بسقوط 16 شهيداً وعشرات المصابين من منتظري المساعدات برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب نتساريم وسط القطاع، و6 شهداء وعشرات الجرحى بنيران الاحتلال على منتظري المساعدات في شارع الطينة جنوب غربي خان يونس.
كما استشهد الكابتن أحمد المفتي، قائد منتخب فلسطين ونادي شباب جباليا للكرة الطائرة، جراء غارات الاحتلال على غزة. وفي تطور آخر، أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية تأجيل انطلاق امتحان الثانوية العامة “التوجيهي” في القاعات الواقعة بمدينة القدس إلى يوم الاثنين المقبل.
وحذر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية من أن الوقود في غزة ينفد، مما يهدد بانهيار “شرايين الحياة الأساسية”، مشيراً إلى أن المستشفيات “تغرق في الظلام والمياه توشك على النفاد وسيارات الإسعاف عاجزة”.
– تصعيد إيراني-إسرائيلي: صواريخ نووية وتهديدات متبادلة
تتواصل حالة التأهب القصوى في المنطقة مع دخول الصراع الإيراني-الإسرائيلي يومه السابع. وأعلنت وكالة تسنيم الإيرانية أن قوات الدفاع الجوي أسقطت مسيرة إسرائيلية من نوع هرمس غربي البلاد. من جانبها، وجهت القناة 12 الإسرائيلية رسالة من الموساد لإيران مفادها “لا تناموا في طهران الليلة”.
أعلنت إيران عن إطلاق موجة جديدة من الصواريخ، حيث ذكرت القناة 14 العبرية أن أعضاء الحكومة الإسرائيلية اجتمعوا عن بعد في شكل مجموعات خشية هجوم إيراني. وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن منظومات دفاع جوي أمريكية اعترضت الدفعة الصاروخية الإيرانية الأخيرة.
وعلى الرغم من ذلك، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية عن ارتفاع عدد المصابين جراء الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير إلى 65 مصاباً، بينهم 5 بجروح خطيرة في تل أبيب الكبرى. كما أصابت الصواريخ الإيرانية بشكل مباشر مبنى بورصة الألماس الإسرائيلية، ومنزل وزير البيئة الإسرائيلي السابق داني نافيه.
وفي المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي عن استهدافه مفاعل آراك الإيراني خلال الليلة الماضية، وهو ما نفته منظمة الطاقة الذرية الإيرانية مؤكدة عدم وجود إصابات أو خطر على سكان المنطقة.
وزير الخارجية الإيراني أكد أن بلاده تتصرف “دفاعًا عن النفس وسنجبر المعتدي على دفع الثمن”. في المقابل، صرح وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن “خامنئي سيحاسب واستهداف المستشفيات والمباني السكنية جرائم حرب”، مضيفًا أنه ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أصدروا تعليمات للجيش بـ”زيادة حدة الضربات ضد أهداف استراتيجية في إيران وضد مواقع حكومية في طهران، بهدف إزالة التهديدات عن إسرائيل وزعزعة نظام الملالي”.
– مخاوف دولية وتحذيرات من كارثة نووية
أعربت روسيا عن قلقها البالغ من التصعيد، حيث حذر المدير العام لشركة “روساتوم” الروسية للطاقة النووية، أليكسي ليخاتشوف، من أن أي هجوم على محطة بوشهر النووية الإيرانية قد يحدث “كارثة على غرار تشيرنوبيل”. ودعا ليخاتشوف السلطات الإسرائيلية إلى “تجنب أي تلميح أو عمل قد يؤدي إلى ضرب المحطة”. وأكد نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ميخائيل تشوداكوف أن ضرب المحطات الذرية الإيرانية قد يتسبب في تلوث إشعاعي أقوى من أثر انفجار نووي.
من جانبها، أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن بلادها تبذل كل الجهود للحفاظ على السلام ومنع وقوع كارثة نووية في الشرق الأوسط.
– تصاعد التوترات الإقليمية: لبنان والضفة الغربية
شهد جنوب لبنان استهدافًا جديدًا، حيث استشهد لبناني وأصيب آخر في غارة نفذتها طائرة مسيرة إسرائيلية استهدفت دراجة نارية في بلدة كفر جوز بقضاء النبطية.
وفي الضفة الغربية، أفادت مصادر إسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي اعتقل 27 فلسطينياً. كما حذر الدلياني من أن مخيمات الضفة ما زالت تواجه “تطهيراً عرقياً تحت أنقاض التعتيم الإعلامي”.



